اتفق ناشطون مغاربة على استنكار ما وقع للأساتذة المتدربين من تنكيل وتعنيف، جعل من مسيراتهم الاحتجاجية التي خاضوها، يوم أمس، ضد مرسومي الوزير رشيد بلمختار، يوما داميا عاش فيها أساتذة الغد "مشاهد سينمائية مروعة" جمعت بين الدماء والإصابات والإغماءات. وذهب النشطاء الذين لجئوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لينفثوا من خلاله غضبهم من "الهراوات" التي رسمت خرائط على أجساد أساتذة الغد، إلى أن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بدا مثل الأسد وهو "يقبل" بهجوم رجال الأمن على الأساتذة، بينما يظهر مثل النعامة في مواجهة ل"التماسيح والعفاريت". وأورد الباحث والصحفي، عبد الإله المنصوري، أنه "لو كان لرئيس الحكومة، أو لوزير العدل والحريات، ضمير يستندان إليه لما شاركا في ارتكاب هذه الجريمة التي سيخرج من بين حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية خصوصا، من سيبررها أو يتهم قوى التحكم بارتكابها". وتذكر المنصوري مقولة للخليفة الراشدي عمر الفاروق، تؤكد حرصه على الجميع: "والله لوعثرت بغلة في العراق، لخفت أن يسألني الله عنها لِم لَم تُعبّد لها الطريق ياعمر"، مشيرا إلى أنها مقولة "كان الإسلاميون يرددونها كثيرا في جلساتهم "التربوية" وتحركاتهم "الدعوية". الباحث والأكاديمي، يحيى ابن الوليد، سجل بدوره أن "أوّل حدث افتتح به المغرب عام 2016 هو هذا الاعتداء غير المبرّر الذي تعرضت له أستاذات بريئات وأساتذة أبرياء، حلمهم الالتحاق بجيش التعليم في البلاد"، مؤكدا حزنه ورفضه لما حصل من تعنيف لأساتذة الغد". وتساءل عبد الإله العزوزي، رجل تعليم، بالقول "هل يرضى أي وزير في هذه الحكومة لابنته أو أخته أو إحدى قريباته أن تنكل بهذه الطريقة، ويعتدى عليها لأنها فقط تطالب بحقها"، مضيفا "الخزي والعار لمن أسال قطرة دم لأبرياء لا حول ولا قوة لهم إلا كلمة حق" وفق تعبيره. ومن جهته أفاد إبراهيم أمغار بأن جيلا جديدا كُتب عليه أن يعيش ما عاشه سلفه من قمع في سنوات الرصاص"، منتقدا موقف الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي ظل "محايدا" إزاء ما جرى، وقال "بضاعته الكلام، وحفظ الأرقام، واستدرار العواطف، والتملق لبنكيران"، قبل أن يختم "أسد على الأساتذة المتدربين وعصفور أمام سيطايل والعرايشي".