استجابة لدعوة التنسيقية المحلية لدعم حركة 20 فبراير بطنجة، التحق أمس الأحد 6 مارس 2011، على الساعة الرابعة بعد الزوال، المئات من المواطنين بالساحة المقابلة لسينما طارق ببني مكادة. وفوجئ الجميع بعسكرة غير مسبوقة، تمثلت في تواجد مختلف أنواع الأجهزة الأمنية مدججة بأنواع مختلفة من العتاد، محاولين منع الوقفة السلمية الاحتجاجية منذ بدايتها، لكن السلطات الأمنية لم تستطع لجم اندفاع الشباب الذين أصروا على إنجاح وقفتهم المنددة بكل أشكال التضييق على الحريات، وهو ما قابلته السلطة بتدخلات عنيفة أسقطت العشرات من الجرحى، بعضهم جروحهم خطيرة، وقد تم استعمال مختلف أنواع الهراوات، وخراطيم المياه، ولم يستثن لا النساء ولا العجزة ولا الصحفيون من هذا التدخل الأمني. وتم اعتقال مجموعة كبيرة من المتظاهرين لا يعلم إلى حد الساعة عددهم، ومن بينهم ومن بين المعتقلين جمال العسري عضو التنسيقية المحلية عن حزب الاشتراكي الموحد. وقد أدى تدخل السلطة العنيف إلى توزيع المتظاهرين على الأحياء المجاورة للساحة، وتجميع أنفسهم في تجمعات كبيرة تعد بالآلاف مع التحاق أفواج من شباب الأحياء، والذين ظلوا يرفعون الشعارات، وعلى رأسها: "سلمية، سلمية، مطالب شعبية"، وقد استمر الكر والفر إلى ما بعد الثامنة ليلا. ودخل أعضاء في التنسيقية مع حوار مع السلطة التي طالبتهم بتفريق المتظاهرين، وهو ما قابلوه باشتراط إطلاق كافة معتقلي التظاهرة، والسماح للمتظاهرين بالتجمع في الساحة الرئيسية لإلقاء كلمة التنسيقية، والتي حيت فيها صمود الجماهير وإنجاحهم للوقفة رغم التدخلات العنيفة للسلطة، وعدم مقابلة عنف الأجهزة الأمنية بعنف مضاد،وإعادة التذكير بشرط إطلاق سراح جميع معتقلي التظاهرة الذين ما زالوا قيد الاحتجاز إلى حدود كتابة هذه القصاصة، وأن التنسيقية مستمرة في دعم نضالات ومطالب حركة 20 فبراير. وفي الأخير دعت إلى فض الوقفة الاحتجاجية، والانسحاب بشكل سلمي وحضاري.