الإضراب عن العمل حق قانوني يمنحه المشرع للعامل وللموظف وللدكتور و أي مهنة كانت على حد سواء ،من أجل المطالبة بتسوية وضعية ما أو تحسين ظروف العمل أو زيادة في الراتب ... كل هذا لا يختلف عليه إثنان ؟؟ لكن إذا كان للطبيب في المستشفى العمومي الحق في الإضراب عن العمل ،فإن للمريض أيضا الحق في العلاج والعناية الصحيّة ..؟؟ خاصة إذا كان مرضه مرضا مزمنا كالسرطان ،الذي لا يتطلب التأخير ويحتاج إلى رعاية دقيقة وضبط لمواعيد المراقبة للمرض ؟ فوجئ العديد من مرضى السرطان وأخص بالذكر المدن الشمالية الذين يتوجهون للرباط قصد العلاج أو المراقبة بالنسبة للذين أنهوا فترة علاجهم ،بأن بعض الأطر في المستشفى متوقفين عن العمل لأيام عديدة وأن هذا الإضراب مرشّح للتمديد لأجل غير معلوم ... ؟ أمر غير مقبول على الإطلاق أن يقطع المريض مسافة طويلة تاركا وراءه الأسرة والعمل وإكراهات عديدة ،ناهيك عن مصاريف التنقل ،وعندما يصل للمستشفى يقال له بكل بساطة وابتسامة تعلو الوجه أن الأطر الطبية في المستشفى مضربة عن العمل دون ذكر معلومات إضافية ومقنعة للمريض الذي لاحول له ولا قوة ،هذا المريض الذي أثقل كاهله التعب ونخر المرض جسده الضعيف،والذي بالكاد يتقبل حالته الصحية المتدهورة حتى يتقبل أنه لا يوجد أحد بالمستشفى ليقوم بخدمته ؟؟ والعجيب في الأمر أنه لا أحد تكفّل في المستشفى للإجابة عن تساؤلات المرضى ،وحاول إرضاء خواطرهم المتعبة أصلا ؟ كلما تكلمت مع شخص يقول لك " سير هضر معاهوم" ؟؟ فمن هؤلاء الذين سنتكلم معهم هل هم شخصيات إفتراضية لا وجود لها ؟ إنه لمن المؤسف جدا ونحن على أبواب سنة 2016 ومازلنا نعيش هذا العبث في قطاع الصحة ،قطاع حيوي ومصيري بالنسبة للمواطنين ،إضرابا يعيش أياما مفتوحة هكذا دون تدخل للمسؤولين ،أتصور لو أن إبن مسؤول في حالة حرجة وجاء لهذه المستشفى وفي النهاية لم يجد من يخدمه ؟ ترى كيف سيكون ردّة فعله وماهو إحساسه آنذاك ..؟؟ يمكن للإنسان أن يتقبل أي شيء إلا أن يهان المريض بهذه الصورة هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى يجب على الدولة أن توفر كل الإمكانات الضرورية لهؤلاء الأطر الطبية من أجل العمل في ظروف مناسبة ،حتى يقوموا بعملهم على أكمل وجه ، أما هذه المشاكل التي نشاهدها فإنها لن تنفع البلاد والعباد في شيء . على الجميع أن يتحمل مسؤولياته الإنسانية والمهنية من أصغر موظف إلى أكبر مسؤول .