أكد الباحث السميائي، سعيد بنكراد، أن الصورة أصبحت طريقة لعرض الذات، خاصة مع ظهور "نهج السيرة"، الC.V، الذي يمكن أن يُفسر بنرجسية مريضة أو قلق رهيب، كما قال هيدغر، بحسب الباحث، إذ أصبح الناس يعشقون صورهم أكثر من عيشهم الواقع، في محاولات حثيثة ليكونوا مثل النجوم والمشاهير. سعيد بنكراد، وخلال مداخلته في الدرس الافتتاحي للمعهد العالي للإعلام والاتصال حول موضوع الصورة ومدارات النظرة، قال: "لم نعد ننظر إلى الأشياء بل هي التي تصل إلينا، وبالتالي لم يعد للإنسان الحق في رؤية محيطه، بحكم أن الشاشات وما تحمله من صور تحيط بنا من كل جهة (...) كما أصبحت علاقاتنا مع الصورة استهلاكية فقط، وهذا ما يفسر الكم الهائل للصور الإشهارية التي أضحت تغرق العالم رغم خلوها من الحقيقة"، التي اعتبر الباحث أنها ليس ما يتم تداوله. وأضاف بنكراد أن الإنسان كائن يبصر بالفطرة لكنه تعلم مع مرور الوقت كيف ينظر، وبالتالي يتحول من فعل بصري يلتقط الأشياء فقط إلى مستوى آخر يدخل في النظرة، أي البحث عن شيء ما لا تدركه الأبصار. هذا المنطق، بحسب الباحث، يخول للإنسان العيش في تمثلات تلهيه عن فكرة الزوال، مقسما في الآن ذاته "النظر" إلى ثلاث مستويات، أولها تلك التي تحاول نسج كيان صغير وسلسلة من الروابط مع المحيط، والنظرة الفنية التي انطلقت من الداخل وكانت وليدة إبداعات جديدة خاصة مع ظهور الكتابة، أما الصنف الثالث فهو الرؤية بلا نظرة، وهنا الصورة تعمل فقط لبيع الأفكار والآراء والسلع. وختم أستاذ السميائيات بجامعة محمد الخامس بالرباط مداخلته بالقول :"إن الصورة أصبحت تحيطنا من كل جانب، لكن وجب علينا أن نتعلم كيف نتجنب سلطتها وليس محاربتها لأنها تبقى جزء من واقعنا الذي لا يمكن تجنبه". وفي كلمته الافتتاحية، حث مدير ISIC، عبد المجيد فاضل، الطلبة الجدد على الانفتاح على المواضيع التي لها صلة بميدان الإعلام والاتصال من خلال البحث والقراءة، بما في ذلك المواضيع المتعلقة بالصورة باعتبارها جزء لا يتجزأ من منظومة الإعلام والاتصال. * طالب صحفي