يعتبر إذكاء روح التنافس بين المؤسسات التعليمية من بين أهداف تصنيفها بحسب نسب النجاح في المستويات الإشهادية من قبل بعض الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و النيابات الإقليمية التابعة لها في السنين الأخيرة ، من خلال حفز الأطر التربوية و الإدارية و تلاميذ و تلميذات كل مؤسسة على مضاعفة الجهود لتحسين نتائجها و رفع أدائها و مردوديتها لتتبوأ مكانة متميزة بين المؤسسات المماثلة لها على الصعيد النيابي و الجهوي والوطني ...غير أن هذا التصنيف يمكن أن تكون له سلبيات عدة و خاصة حين يعتمد لتقييم الأداء العام للمؤسسات و الذي تترتب عنه أحيانا إجراءات و تدابير جزائية ، و ذلك بسبب عدم مراعاة هذا التصنيف الفروق الهائلة بين المؤسسات على جميع المستويات و التي تجعله غير منطقي و غير موضوعي إذ " لا مقارنة مع وجود الفارق " من قبيل :المؤسسات الحضرية و القروية ، المؤسسات المتواجدة في الأحياء الشعبية و الاحياء الراقية ، مؤسسات تتوفر فيها جميع التجهيزات و ظروف العمل الضرورية و مؤسسات تفتقر لأدنى الشروط و الظروف ، مؤسسات بكامل الطاقم الإداري و التربوي منذ بداية الموسم الدراسي و مؤسسات تعاني من الخصاص لأشهر و ربما طيلة الموسم ، مؤسسات تعاني الاكتظاظ و مؤسسات بأقسام مخففة.... عوامل و أخرى قد تجعل اعتبار نسبة النجاح المحصل عليها في البكالوريا او الثالثة ثانوي إعدادي ، السادس ابتدائي معيارا و حيدا لتقييم الأداء العام للمؤسسات يذهب بالجهد الجبار المبذول طيلة الموسم الدراسي لكثير من المؤسسات أدراج الرياح من جهة ، كما أن عدم مراعاتها من جهة ثانية تجعل كل الوسائل لدى البعض مبررة لبلوغ الهدف – الرتب المتقدمة- ، و ما أكثر الوسائل التي قد تجعل مؤسسة ما تتزعم اللائحة محليا و جهويا و وطنيا بأقل جهد ... ولعل في بيانات نتائج بعض التلاميذ الحاصلين على البكالوريا المتداولة على المواقع الاجتماعية أبسط دليل و ما خفي أعظم، حيث البون الشاسع بين معدل الامتحان الإشهادي و معدل المراقبة المستمرة ، و في الفرق بين المستوى الحقيقي الصادم لعدد من التلاميذ الناجحين في المستويات الإشهادية و المستوى المنتظر ، و هنا يبرز عاملا " النفخ في النقط " و" الغش " كحلين سحريين .... صحيح أن ترتيب و تصنيف المؤسسات بحسب نسب النجاح محفز على مزيد من العطاء، لكن ذلك مشروط بتوفير كل شروط العمل الضرورية لكل المؤسسات ، وعوامل التقويم الموضوعية كالتصدي بحزم لظاهرة الغش و تفعيل المراقبة التربوية للمراقبة المستمرة و تصحيح الامتحانات خارج المؤسسات الأصلية و مراكز موحدة بالنسبة لمستويي الثالثة اعدادي و السادس ابتدائي أيضا، وتعيين مراقبين او ملاحظين لجميع الامتحانات الإشهادية ,,,,ضمانا لتكافؤ الفرص و مصداقية هذه الامتحانات ، أما تقييم الاداء العام للمؤسسات و تشجيعها والذي يمكن أن يكون محفزا أكثر على البذل و العطاء و تحقيق نتائج أفضل قد لا تعكسها نسبة النجاح في المستوى الإشهادي ، فيجب أن لا يقتصر على التقييم انطلاقا من حواسيب في مكاتب مكيفة ، بل يجب أن يكون أوسع و أشمل بحيث يكون نتيجة تقييم موضوعي و متابعة ميدانية لأنشطتها و مبادراتها الرامية لتفعيل برنامج و مشروع المؤسسة و أنشطة الحياة المدرسية على مدار الموسم الدراسي ,,,