" ...أرى أن أمة بدون مسرح ،أمة بلا ثقافة ولا هوية فنية .." "" الطيب الصديقي "..هل تريدينني أن أكون نسخة طبق الأصل من العامة .." . هكذا ،اختار الفنان المسرحي الطيب الصديقي ،أن يجيب الزميلة خديجة بوعشرين ،عضو هيئة تحرير جريدة "الصباح " ، عن سؤال لها ، أرادته أن يكون ،خاتمة لحوارها ،مع أحد رواد الحركة المسرحية ببلادنا وهرم من أهرامه ،لفائدة ملحق " تلفزة وفن "، الصادر بتاريخ 5/10/2007 ،عدد 2329 بذات الجريدة . اللقاء ،كما جاء في مستهله ،تضمن مجموعة من المحاور منها مسرح موكادور وزيارته إلى إسرائيل وموقفه من المسرح والفردي والاحترافي وتوتر علاقته مع مجموعة من الأشخاص وأيضا عن نوادره . وقد كانت بوعشرين ، بحق ، متميزة في إدارة اللقاء ...تماما كالأجوبة التي أتحفنا بها الصديقي ،والتي تحتاج منا ،كمهتمين بالركح وفن الدراما ، لأكثر من ورقة . لسبب بسيط ،هو أن الصديقي ،خلال هذا اللقاء ..كان مختلفا ..أكثر من اللازم ..وهذا ليس من حقه .. صحيح أنه ،من حق الطيب ،أن يبحث عن الاختلاف ..وعن التميز ..كما التفوق .... ذاك شأنه ،لكن ،ما ليس من شأنه ،أن يمارس فن الهدم والإلغاء .. من حقه أن يصرح للملحق ،وللجريدة التي فتحت له صفحتها "13 " وبالألوان : ".. كنت أملك 22 كلبا ،الآن أملك 7 كلاب ،الكلب بالنسبة لي أوفى من الصديق ،عندما يموت صاحب الكلب ،فإنه يجزن ويضرب عن الأكل لأيام ،أليس هدا وفاء ،الإنسان عندما يموت صديقه أو قريب له يكون الأب أو الأم ..يعود بعد مراسيم الدفن مباشرة لأكل الكسكس .." . أو أن يقول في موضع آخر من اللقاء :"..المرحاض عند المغاربة مرتبط بالقذارة ،وهذا خطأ فالمرحاض فضاء مهم للتأمل والتفكير ..". لكن .. أن يجيب بوعشرين ،عن سؤال لها عن المسرح الاحتفالي : "..لا أفهم هذه الكلمة على الإطلاق ،ولا أظن أن في المغرب العربي توجد تجربة للمسرح الاحتفالي...". هنا وجب ،أن نتوقف قليلا ، فالصديقي ..يعلم أكثر من الآخرين ..أن هناك الكاتب المتألق عبد الكريم برشيد .. والدكتور محمد الوادي وآخرون .. وأن هناك عدة عروض مسرحية ،نالت عدة جوائز في مهرجانات وطنية وعربية .. وأن هناك عدة مؤلفات مسرحية لبرشيد في إطار المسرح الاحترافي ..ويكفي قيلا من الوقت ،للنبش في ذاكرة المسرح المغربي ..لنعرف على ملامح الحركة المسرحية ببلادنا ..وعن أهم التجارب والمدارس التي بصمت المشهد المسرحي بالمغرب .. وما مسرح "الهواة " الذي ،أقبر لأسباب لا تخفى عن أحد ،إلا أحد الاتجاهات المسرحية ، التي نهلت من المسرح الاحترافي ، غير قليل من الوقت . ولست أدري ،هل سيطالع الأستاذ عبد الكريم برشيد هذه الورقة ،ليدلي بدلوه في عملية المحو التي تتعرض لها مدرسة من أهم المدارس التي كتبت عنها الدراسات والبحوث في الجامعات المغربية ،على يد هرم من أهرامات الحركة المسرحية الاحترافية في المغرب .. أما وقوله عن تجربة المسرح الفردي ،حين أجابها بتهكم :" "..عن أ ي تجربة تتحدثين ،لقد قلت للزروالي في أحد الأيام "أنت لوحدك مسرح " ،من جهتي أعتبر المسرح الفردي يستفيد منه صاحبه ،فهو غير ملتزم بالإبداع الجماعي ولا يأخذ بعين الاعتبار رأي الممثلين في ما يقدمه .." . الصديقي ، لمن لا يعرفه ، جرئ للغاية ،والزروالي ليس أقل عنه جرأة ،فكيف كانت ردة فعل صاحب مسرحية "المحاكمة "،أثناء تقييم الطيب للمسرح الفردي ،؟ا شخصيا ،أجهل ،ردة الفعل ،فلحد كتابة هذه السطور ،لم أسمع احتجاجا لعبد الحق وهو الذي ،لا يصمت إلا ليتكلم ..كما أجهل رأي العديد من الأسماء التي افتعلت، في الزمن البعيد ، حربا ضروسا حول أحقية البداية ،في المسرح الفردي بالمغرب .كما أنني أستغرب، صمتها اللا مفهوم. الصديقي ،في هذا اللقاء الصحفي ،مع بوعشرين ، قال الشيء الكثير ،قال أكثر مما أخفى ،فهل ستظل ذاكرتنا المسرحية ،تعاني المزيد من الهدم والمحو والإقصاء ، والتهميش في حق ممارسيها ومن أقرب الناس إليهم . علي مسعاد كاتب صحفي مغربي