يبدو أن الطموح السياسي لعدد من وزراء حكومة عبد الإله بنكيران من أجل التموقع بمناصب المسؤوليات لا ينتهي، ذلك على الأقل ما أكدته الطلبات التي وضعت على طاولة أحزاب الائتلاف الحكومي بنية خوض غمار الانتخابات الجهوية والجماعية التي ستنظم بداية شهر شتنبر المقبل. الحكومة كانت قد رفضت تعديلات الفرق البرلمانية، وخصوصا المعارضة، حول تنافي الجمع بين رئاسة الجماعات والمنصب الوزاري، وقرن هذا التعاطي بسبب وجود عدد من الوزراء ضمن هذه الحالة مسبقا، بينما عملت الحكومة على التنصيص الصريح بتنافي العضوية في الحكومة ورئاسة الجهة، بمنطوق القانون التنظيمي للجهات. عدد من الوزراء ترشحوا بغرض للجمع بين الجماعات والجهات، وكذا عضوية الحكومة، كما هو الحال بالنسبة لوزير التجهيز والنقل واللوجستيك عزيز رباح المرشح لثلاثة مسؤوليات، وهو ما سيجعل منصبه الوزاري في مهب الريح إذا ما نجح في ترأس جهة الرباطسلاالقنيطرة، وذلك بعدما تموقع على رأس لائحة حزب العدالة والتنمية التي تنتظر تزكية الأمانة العامة للPJD. لحسن الداودي هو الأخر، وفي انتظار حسم الأمانة العامة لحزبه، يريد تزكية تسير به نحو رئاسة جهة خنيفيرة بني ملال، وقد تم التداول بشأنه من لدن حزب العدالة والتنمية بمدينة بني ملال، ليدخل في منافسة محمومة ضمن ذات المسعى مع الوزير المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، محمد مبديع، رئيس جماعة الفقيه بنصالح، الذي سيترشح لانتخابات نفس الجهة باسم حزب الحركة الشعبية. من جهة ثانية يرتقب أن يدخل على خط المنافسة نحور رئاسة جهة خنيفرةبني ملال وزير السياحة، لحسن حداد، لتكون هذه الجهة في الصدارة من حيث تسجيل تنافسات على تسييرها من لدن وزراء حاليين، بينما اختار العديد من الوزراء التحرك لخوض ترشيحات بالانتخابات الجماعية، مقتصرين عليها دون الجهات. وأعلن كل من إدريس مرون، وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، ترشحه بجماعة عين مديونة بعمالة تاونات، وذلك بألوان حزب الحركة الشعبية.. بينما الوزير إدريس الأزمي الإدريسي فسوف يترشحه لبلدية تمارة بتزكية من حزبه العدالة والتنمية. ورغم تداول اسم الوزير المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، بقوة للترشح في انتخابات جهة كلميم واد نون، إلا أن مصدرا قياديا من داخل التجمع الوطني للأحرار أكد لهسبريس أنه "لا أحد من وزراء الحزب سيترشحون ضمن الاستحقاقات الجهوية"، مؤكدا أن المكتب السياسي للRNI سيحسم في هذا الأمر بشكل نهائي ورسمي. وعلى النقيض من "حزب الحمامة" فإن حزب التقدم والاشتراكية يتجه إلى الدفع بجل وزرائه لدخول غمار الانتخابات الجهوية، إذ يرتقب أن يترشح وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، عبد السلام الصديقي، بجهة فاسمكناس، ومحمد أمين الصبحي، وزير الثقافة ضمن التركيبة الحكومية الحالية فسيخوض انتخابات جهة الرباطسلاالقنيطرة، فيما ستترشح وزيرة الماء، شرفات أفيلال، يجهة طنجةتطوان، ووزير الصحة الحسين الوردي سيكون من بين المنافسين في جهة الشرق الريف.