كشف عبد القادر لشهب، سفير المغرب في روسيا، أنه من المزمع أن يزور الملك محمد السادس العاصمة الروسية موسكو، وعقد لقاء رسمي مع الرئيس، فلاديمير بوتين، قبل نهاية العام الجاري، مبرزا أن "التحضيرات جارية لزيارة قريبة يقوم بها العاهل المغربي إلى روسيا". وأفاد السفير المغربي، في تصريحات بثتها اليوم الجمعة وكالة الأنباء "سبوتنيك"، أن التحضيرات لزيارة الملك محمد السادس إلى روسيا الاتحادية تجري على قدم وساق، وذلك "من أجل إعطاء دفعة قوية وطفرة نوعية لتعميق علاقات الشراكة الإستراتيجية بين روسيا والمغرب". وأورد لشهب بأن التحضيرات لزيارة العاهل المغربي لروسيا قائمة، بدليل حضور خبراء مغاربة من قطاعات الطاقة، والصيد البحري، والتعاون العسكري التقني، وقطاع الطرق، والقطاع الفلاحي، إلى روسيا في إطار التهييء لاتفاقيات عديدة، ستوقع خلال هذه الزيارة، وبعض المشاريع الضخمة". وتأتي الزيارة المرتقبة للجالس على عرش المملكة إلى موسكو بعد تأجيل لأكثر من مرة، حيث سبق أن كانت زيارة الملك لروسيا مقررة في 11 يونيو 2014، في خضم زيارته التي قام بها إلى تونس، ثم تأجلت بعد أن كانت مقررة أيضا في أكتوبر من العام الماضي، بحسب تصريحات منسوبة لوزير الخارجية المغربي. وكان الملك قد زار موسكو رسمياً سنة 2002، حيث وقع حينها على الشراكة الإستراتيجية بين المغرب وروسيا، وبعد ذلك بأربع سنوات، أي في عام 2006، قام الرئيس الروسي بزيارة رسمية للمغرب، حيث وقع الطرفان وقتها مجموعةً من اتفاقيات التعاون في مجالات الصيد البحري والسياحة ولأبناك. وتعتبر روسيا البلد الوحيد من بلدان الدائمة العضوية بمجلس الأمن، الذي سبق أن هدد باستعمال حق "الفيتو" ضد أي قرار قد يغير من مهام بعثة المينورسو، ويوسع صلاحياتها لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، وهو ما اعتبره مراقبون عاملا يقرب سياسيا أكثر بين قيادتي البلدين. واتسمت العلاقات الثنائية بين الرباطوموسكو، في الفترة الأخيرة، بكثير من التحسن المضطرد، والذي تجسد في انعقاد أعمال الدورة الخامسة للجنة المشتركة العليا المغربية-الروسية، في العاصمة الرباط، خلال شتنبر الماضي، حيث اتفق الجانبان على ترسيخ روح إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقع في أكتوبر 2002 في موسكو. وكان السفير الروسي بالرباط، فاليري فوربييف، قد أكد في تصريحات سابقة أن "القمة المغربية الروسية ستكون تاريخية بالنسبة للبلدين، كما ستكون مهمة لروسيا، بالنظر إلى الدور البارز والحيوي الذي يقوم به المغرب في القارة الإفريقية".