الاختراقات الإلكترونية وقرصنة المعطيات الرقمية ماتزال متواصلة، ومدّها لم تسلم منها حتى أعتى الشركات المتخصصة في ضمان الأمن الإلكتروني عبر أصقاع العالم.. إذ تلقت "هاكينغ تيم" الإيطالية، المتخصصة في الأمن الإلكتروني، صفعة قوية بعد تعرضها لاختراق أدى لنيل من معطياتها السرية قبل نشرها على الإنترنيت، ليتبين أن المغرب واحدا من زبناء الشركة التي ساعدت عددا من الحكومات على توفير برامج إلكترونية لمحاربة التجسس وأخرى لقرصنة المعطيات. وكشفت التسريبات أن المغرب عقد صفقتين مع "هاكينغ تيم" للحصول على برامج لقرصنة المعطيات الشخصية ومراقبة الأنترنت، وأخرى لحماية قواعد البيانات الإلكترونية السرية.. إذ ارتبط تعامل الإيطاليين مع الأول مع وزارة الداخلية بناء على عقدة سارية منذ نهاية العام الماشي، بينما تم التمويل من لدن جهة حاملة لاسم "الفهد برود" وتستقر بدولة الإمارات العربية المتحدة. الصفقة الثانية لتعمل الطرفين تم إبرام عقدتها بالموازاة مع المعاملة الأولى، وقد جمعت بشكل مباشر ما بين الشركة التي همّتها القرصنة ومديرية مراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا بتسمية "الديستي"، وذلك ضمن تجديد للعقد الذي يجمع بين الطرفين منذ سنة 2011 التي عرفت اندلاع الحراك المغربي على أيدي تنسيقيات حركة 20 فبراير، فيما سداد كلفة التعامل تم من لدن CSDN وفق ما كشفت عنه التسريبات، وهو اختصار لاسم "المجلس الأعلى للأمن الوطني". ولم يكن المغرب البلد الوحيد من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذي لجأ لخدمات "هاكينغ تيم" الإيطالية، بل من بين زبناء ذات الشركة تتواجد أجهزة الأمن بكل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ومصر وعمان، وحتى السودان، وكلها تعاقدت مع الإيطاليين بحلول عام 2011. الوثائق المسربة لم تكشف عن القيم المالية للصفقات التي عقدها المغرب مع مقدم الخدمات الحمائية والتجسيية على النت، إلا أن العقود المبرمة بين الشركة وعدد من مؤسسات التدبير الأمني لدول أخرى تظهر أن هذه الخدمات مكلفة للغاية، حتى أن السودان دفعت ما يعادل 4,5 ملايين من الدراهم المغربية، وهي ذات القيمة التي دفعت للإيطاليين من لدن المخابرات الإسبانية.. بينما تعزز التسريبات ما أفاد به مركز البحث الكندي "ستيزن لاب"، العام الماضي، حول حصول المغرب على برنامج يستعمل لأغراض اختراق المعطيات الإلكترونية يدعى Remote Control System والذي تعود براءة اختراعه للشركة الإيطالية "هاكينغ تيم". ويعتبر البرنامج الذي يطلق عليه اسم "دافانشي" من بين أكثر البرامج الإلكترونية تعقيدا وقدرة على اختراق أقوى الأنظمة المعلوماتية، ولا يباع إلا للحكومات التي لا توجد في اللائحة السوداء للولايات المتحدةالأمريكية، كما يتوفر البرنامج على قدرة لتسجيل جميع المكالمات عبر السكايب وتسجيل المعطيات الواردة على الحاسوب المخترق فور وصولها إلى الجهاز المعني.. فيما يشار إلى أن منظمة صحافيون بلا حدود قد صنفت في تقريرها السنوي شركة "تيم هاكينغ" كواحدة من "أعداء الأنترنت" في العالم.