أصدرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" تقريرها حول أزمة المهاجرين غير النظاميين المنطلقين من دول إفريقية وآسيوية نحو القارة الأوروبية، وهو التقرير الذي أكد أن المغرب لم يعد من الطرق التي يلجأ إليها المهاجرون القادمون من إفريقيا جنوب الصحراء للعبور نحو القارة الأوروبية. ويظهر من الخريطة التي تصدرت التقرير الذي يحمل عنوان "أزمة الهجرة غير النظاميين عبر البحر الأبيض المتوسط"، أن الطريق الرئيسية للمهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء أصبحت هي ليبيا، التي تعيش حالة من الفوضى الأمنية والسياسية، وهو ما تستغله شبكات التهريب، بينما استبعدت خريطة المنظمة الحقوقية الأشهر في العالم، المغرب من قائمة الطرق الرئيسية التي يلجأ إليها المهاجرون للعبور بحرا نحو القارة الأوروبية. وأكدت منظمة هيومان رايتس ووتش أن العدد الأكبر من المهاجرين الأفارقة يأتون من إيريتريا والصومال ويمرون عبر السودان قبل الوصول إلى ليبيا، وهناك تتلقفهم عصابات الاتجار بالبشر وتحصل منهم على مئات الدولارات مقابل حجز مكان في قوارب الموت التي تقصد السواحل الإيطالية، وأغلبها لا يصل إلى قصده. وإذا كانت ليبيا هي الطريق الرئيسي للهجرة غير النظامية في القارة الإفريقية، فإن تركيا وإيران يعتبران الممران الرئيسيان بالنسبة للمهاجرين القادمين أساسا من أفغانستانوسوريا، متوجهين نحو اليونان وإيطاليا، حسب ما توصلت إليه المنظمة الحقوقية. وأكد التقرير الحقوقي أن الدول التي تعرف صراعات مسلحة هي التي تتصدر قائمة الدول التي يهاجر منها المواطنون بشكل غير شرعي، وعلى رأسها سوريا، وأفغانستان، وإرتيريا، والصومال، هذه الدول الأربعة تستحوذ على 60 في المائة من المهاجرين غير النظاميين الذين تمكنوا من الوصول إلى أوروبا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي. وقدم تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" أرقاما صادمة عن عدد المهاجرين الذين لقوا مصرعهم في عرض السواحل الفاصلة بين ليبيا وإيطاليا والبالغ عددهم 1850 قتيلا خلال الأشهر الخمس الماضية من العام الحالي، وهو ما دفع التقرير إلى أن يدعو دول الاتحاد الأوروبي لتغيير طريقتهم تعاملهم مع الهجرة غير النظامية. وقال التقرير إن الاتحاد الأوروبي كان ينهج سياسة تعتمد على محاربة التهريب وإحراق القوارب التي يتم حجزها، وتشديد المراقبة على السواحل، إلا أن هذه الوسائل "لا يمكن أن تثني أشخاصا قرروا المخاطرة بحياتهم في البحر" يقول التقرير مضيفا بأن فقدان الأمل والإحباط وانتهاك الحقوق السياسية والمدنية هو ما يدفع هؤلاء الأشخاص للتضحية بحياتهم وخوض رحلة قد تكلفهم حياتهم. وطلب تقرير "هيومان رايتس ووتش" من الاتحاد الأوروبي أن يدمج حقوق الإنسان في سياسته الرامية إلى محاربة الهجرة غير النظامية، خصوصا بعد ظهور العديد من مقاطع الفيديو التي تبين الطريقة المهينة التي يتعامل بها بعض حرس الحدود الإيطالي مع المهاجرين غير النظاميين.