على الرغم من أن المغرب يستقبل أعدادا متزايدة من المهاجرين الإفريقيين، يبدو أن النظرة إليه على أنه بلد للعبور نحو أوربا لم تعد قائمة، لأن منظمة "هيومان رايتس ووتش" نشرت في تقرير حديث لها خريطة عبور المهاجرين، الذين باتوا يتجهون نحو ليبيا ومنها يغادرون إلى إيطاليا، في الوقت الذي أصبح فيه العديد من المهاجرين يفضلون الاستقرار في المغرب. وأشار التقرير، المكون من 33 صفحة بعنوان" أزمة الهجرة في البحر المتوسط: لماذا يفر الناس وما الذي يجب على الاتحاد الأوربي؟"، إلى أن ليبيا بسبب التوترات التي تشهدها أصبحت قبلة لشبكات تهريب المهاجرين نحو القارة العجوز. وكشف التقرير، أن 1850 مهاجرا لقوا مصرعهم في السواحل الفاصلة بين ليبيا وإيطاليا، خلال الأشهر الخمسة الماضية، كما قام أكثر من 100 ألف مهاجر وطالب لجوء عبروا البحر المتوسط منذ بداية العام الحالي. وبحسب مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين فإن ما يزيد عن 60 في المائة من القائمين بالرحلة يأتون من سوريا والصومال وأفغانستان، وهي بلدان يمزقها العنف السياسي المعمم والحرب، أو من إريتريا التي تهيمن عليها حكومة شديدة القمعية. ونبه التقرير إلى أن آلاف الأطفال غير المصحوبين ببالغين يقومون سنوياً برحلة عبور المتوسط بمن دون الأبوين أو غيرهم من أولياء الأمور، ففي 2014 سافر أكثر من 10500 طفل وحدهم إلى إيطاليا عبر البحر، أما في اليونان فقد تم تسجيل ما يزيد عن 1100 طفل غير مصحوبين ببالغين في عام 2014.