اعتقلت الشرطة الإسبانية، أخيرا، مهاجرا مغربيا يدعى عبد الله، الملقب ب"ميسي"، نسبة إلى اللاعب الأرجنتيني الشهير بفريق برشلونة لكرة القدم، باعتبار هذا الشاب المغربي أحد أخطر مروجي المخدرات الصلبة بإسبانيا، وخاصة في منطقتي الجزيرة الخضراء وجبل طارق. واستطاع رجال الأمن الاسباني أيضا إيقاف 28 فردا ممن يشتغلون ضمن الشبكة التي يقودها "ميسي"، كما احتجزت زهاء 4.7 طنا من مادة الحشيش، وستة زوارق، ومركبات مجهزة بمحركات خارجية قوية، وسبع سيارات فخمة، والعديد من الأسلحة النارية. وأشارت صحف اسبانية إلى أن شعار شبكة "ميسي" المغربي، هو "تنفيذ العمليات باحترافية عالية، ولا مجال للوقوع في قبضة الأمن"، مبرزة أنه "الأغنى بين أفراد الشبكة، إذ أن ثروته تقدر بآلاف الدولارات يوميا، كما أنه الأكثر شهرة في مجال خطير يتسم بالمغامرة". وتم تفكيك هذه المنظمة الإجرامية، المتخصصة في ترويج المخدرات بين المغرب وإسبانيا، بعدما تم رصد تحركات عناصرها، وتحديد هوياتهم ومعرفة نوعية نشاطهم، والمناطق التي ينشطون فيها، لتأتي بعدها مرحلة مداهمة سبعة منازل حيث يقطن أفراد هذه العصابة". وتقوم ذات الشبكة الخطيرة، المكونة من موزعين للمخدرات، وسائقي الزوارق، والمكلفين بعملية الإشعار في حالة وجود خطر، ومسؤولين عن حراسة القوارب، إضافة إلى رأس الحربة "ميسي"، على نقل المخدرات من المغرب نحو الجارة الشمالية حيث يتم وضعها في منازل مخصصة لهذا الغرض. وتبدأ عملية التوزيع في جميع أنحاء إسبانيا، وبطريقة جد احترافية تجنبا لأي خطر قد يوقعهم في قبضة الأمن، وذلك عن طريق توزيع المهام بين أفرادها، الشيء الذي صعب مهمة أفراد الشرطة الإسبانية التي سارعت إلى التنسيق مع عناصر الحرس المدني لتتبع خيوط هذه المنظمة. واستطاع الأمن الإسباني إحباط أول عملية تهريب المخدرات لهذه الشبكة في شهر مارس الماضي، حين تم إيقاف مركبة يبلغ طولها 14 مترا، ومجهزة بثلاثة محركات خارجية، وكانت تحمل 3.220 كيلوغراما من القنب الهندي، فيما أظهرت التحقيقات أن الأمر يتعلق بشبكة ضخمة لتجار المخدرات ينشطون بمنطقة الأندلس. وفي نفس الشهر تمكن أفراد الأمن الإسباني من إحباط عملية تهريب 1.023 كيلوغراما من الحشيش المخدر، عبر قارب مطاطي يبلغ طوله عشرة أمتار، كما جرى اعتقال 10 أفراد من هذه العصابة، وكذا احتجاز سيارة فخمة تستعمل لنقل المخدرات إلى باقي مناطق الجزيرة الإيبيرية. وفي شهر ماي المنصرم، جرى التحقيق مع شخصين كانا على متن سيارة كانت تحمل 500 كيلوغراما من الحشيش، اتضح فيما بعد انتماؤهما إلى شبكة "ميسي" المغربي، وهي العمليات التي دفعت مندوب حكومة الأندلس إلى الإشادة بعناصر الأمن على المجهود الذي قاموا به، لكشف هوية أفراد هذه الشبكة.