في موقف مثير جديد يُرتقب أن يجر عليه وابلا من انتقادات الجمعيات النسائية بالمغرب، قال رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إن "الفتيات اللاتي يتزوجن، وهن في السادسة عشر، أو السابعة عشر، لسن قاصرات"، وذلك في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الإسبانية (إفي). وتطرق الحوار مع بنكيران، الذي نشرته وكالة "إفي"، اليوم، بمناسبة زيارة رئيس الحكومة المغربية لإسبانيا الجمعة المقبل، إلى الحديث عن حقوق المرأة، وقضايا مثل الزواج المبكر، حيث قال "ما لا يفهمه الأوروبيون أن اللاتي يقدمن على الزواج، وهن في ال16، أو ال17 عاما، لسن قاصرات". وأردف رئيس الحكومة المغربية موضحا "ليس كل المجتمع المغربي معاصرا، والفتيات لا يذهبن في جميع مناطق البلاد إلى المدرسة، ويستمتعن بالحياة"، قبل أن يؤكد "عندما يتصدى المجتمع المغربي لهذه المشاكل، فليس لإرضاء الأوربيين، ولكن من أجل الإصلاح". وتابع بنكيران قائلا بأن المغرب حقق تقدما في مجال حقوق الإنسان، باعتباره دولة إسلامية، ومجتمعا له عاداته وتقاليده، رغم أن أوروبا لا تتفهم ذلك في بعض الأحيان، وتريد أن يصبح كل العالم مثلها"، على حد تعبير قائد الائتلاف الحكومي بالمملكة. واسترسل بأن الأوربيين لديهم مشكلة، كونهم يريدون كل العالم أن يكونوا مثلهم، ولكن نحن لسنا أوروبيين، بل عرب، وبربر، ومسلمين، وأفارقة، ولنا طريقتنا في الحياة، والتطور، إذ نتطور بشكل إيجابي وسريع بالمقارنة مع محيطنا، إذا تحركنا سريعا سنخلق مشاكل". دركي أوروبا وبخصوص الهجرة السرية، أكد رئيس الحكومة أن "المغرب يؤيد كل الإجراءات التي تتخذ للسيطرة على الهجرة غير الشرعية لأوروبا"، مبرزا أن المغرب ليس درك الاتحاد الأوروبي، ولكن علينا دور معين، لأن الهجرة، كما يحدث في باقي أنحاء العالم، تنتهي إلى مآسٍ أحيانا". وأضاف بنكيران أن منع حدوث هذه المآسي يعد واجبا"، قبل أن يشير إلى أن "أوروبا لا يمكنها استقبال كل الذين يريدون الإقامة في أراضيها، ولها الحق"، موضحا أن للمغرب علاقة صداقة مع أوروبا، ونظرا لكوننا دولة قريبة، فهذا يلزمنا بالقيام بدور لتخفيف هذه الظاهرة". وأكمل رئيس الحكومة متابعا "لدينا منذ ما يقرب من عشر سنوات نظام يسمح بالحد بشكل فعال من عدد الأشخاص الذين يمكنهم العبور إلى الجانب الآخر"، متسائلا "هل تشارك أوروبا بما يكفي، ليجيب بالنفي، ويقلو إن "نظامنا هو الذي يمنع غرق القوارب في البحر المتوسط". واسترسل بنكيران بالتأكيد على أن "الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والسيطرة عليها يكلفنا كثيرا"، وهو ما قدره رئيس الحكومة بحوالي 60 مليون دولار سنويا"، لافتا إلى أن أوروبا مولتنا مرة واحدة في البداية فقط، وبأن هذا الموضوع لن يكون موضوع نقاش مع الأسبان. العلاقات مع مدريد وعرج حوار وكالة "إفي" مع بنكيران إلى تقييم علاقات الرباطومدريد، والتي وصفها رئيس الحكومة بأنها "جيدة وأفضل من أي وقت مضى"، مؤكدا أن "هناك في عمقها شيء يسمى الثقة، وخاصة في الشؤون الدولية"، منبها إلى التركيز على الجانب المفيد والإيجابي لتلك الثقة". وحول رؤيته لتعاطي إسبانيا مع مشكلة الصحراء، أورد بنكيران أن "المغرب يتفهم المشكلة التي لدى إسبانيا في التعاطي مع أمور كتلك"، وزاد شارحا "إسبانيا تعرف جيدا القضية لأنها كانت هناك، وتعرف أنها جزء من المغرب"، قبل أن يشيد بتطور المواقف في الاتجاه الصحيح". وأكمل بنكيران حديثه "رغم أنه قد تكون هناك مصالح، وعلاقات مع جيران آخرين، لا نريد أن تغضب إسبانيا، وهي دولة صديقة وجارة لدينا معها مصالح مشتركة"، مضيفا بأن "المغرب يوجد في موقف سليم، ولكن كنا نفضل نفضل ونأمل أن دور إسبانيا يذهب في اتجاه المصالحة من أجل إنهاء المشكلة". وجوابا على سؤال ما إذا كانت الأحزاب الصاعدة في إسبانيا تمثل قلقا للمغرب ،وعلاقته بالحزبين اللذين يتناوبان السلطة هناك، قال "عندما نقبل الديمقراطية، نقبل نتائجها، إسبانيا بلد ديمقراطي، حيث تمضي الأمور بشكل معين، ومن الطبيعي أن نقلق لطالما لا نعرف حقيقة موقف الأحزاب التي قد تنشأ". واستدرك رئيس الحكومة المغربية بالقول إن "مصلحة المغرب واسبانيا ستمثل الأولوية"، قبل أن يضيف قائلا "لا أدرى ما إذا كنت سأظل هنا، أو الطرف الذي سيكون في السلطة هناك، ولكن البلدين يعرفان أنه لا عودة للوراء"، وفق تعبير بنكيران..