حفلتان اثنتان أحيتهُما النجمَة العربيَّة، ماجدة الرُّومِي، مساء الأحد، بمسرح محمد الخَامس في الرباط، وهُو ما حصلَ لأوَّل مرَّة في مسارها الفنِي الحافل، بحسب ما حادثتْ به الجمهُور وهي تطلُّ عليه في ثوب "التكشيطَة" المغربي، وسطَ حفاوةٍ فائقة. ماجدَة التِي سبقَ لها أنْ أحيت حفلًا فوق الركح ذاته، يومًا قبل افتتاح مهرجان موازِين في دورته الرابعة عشرة، رفعتْ لدى قدومها إلى منصَّة المسرح، يدها عاليًا، وأخذت تبتهلُ الله عسى أنْ يحمِي بلادَ المغرب وملكَها، فترفلَ في السلام، وقدْ اشتدَّ العنف، في بلدانٍ كثيرة من العالم العربِي. وأدَّت المطربَة اللبنانيَة بصوتٍ قوِي عددًا من أغانيها الشهيرة، ك"أحبَّكَ جدًّا" و"عم يسألونِي" و"كلمات"، قبل أنْ تمرَّ إلى عملها الشهير "اعتزلت الغرام" الذِي لمْ تكد تتمه إلَّا وقدْ وقف الجمهُور الذِي ضمَّ فئات عمريَّة مختلفة، عنْ آخره، تحيةً لها، فيما كانتْ الرُّومِي تنحنِي كلَّ مرَّة من باب العرفان. "ليسَ لكم أنْ تتخيلُوا حجم الفرح العارم الذِي تغمروننا به الآن هنا في المغرب، أنا والفرقة الموسيقيَّة اللبنانيَّة، أنتم رصيدِي، وبكم أكبر، واليوم لا أغنِّي بصوتِي بقدر ما أغنِي بقلبِي"، تقول ماجدَة التي رافقها في الحفل الموسيقار الكبير إيلِي عليا. وأبت ماجدَة أنْ تغادر المسرح، كيْ تستريح فتعُود إليه، إلَّا وقدْ أدَّت أغنتين مغربيَّتين هما؛ علاش يا غزالِي ويا بنتْ بلادِي، وهي تمسكُ العالم المغربي، تنحنِي فتلثمهُ، وسطَ إكبار من بالقاعَة، مستلمةً باقات الورُود. ماجدَة حملَت جمهورها إلى فنٍّ نخبوِي ورائق، وهيَ تشدُو بقصائد لشعراء كبار، بدَا الجمهُور، حافظًا لأغلب كلماتها، وهُو يرددُها في المسرح الذِي امتلأ عنْ آخره. وبدأ التوافدُ إلى الحفل في طوابير طويلة، منذُ مساء الأحد، فيما ظلَّ وافدُون يبحثُون بخارجه عنْ تذاكر عسى أنْ يجدُوها في السُّوق السودَاء. وقالت ماجدَة، في ندوةٍ صحفيَّة، قبل يومين من الحفل، إنَّها ترَى منْ واجبها أنْ تشدُو للإنسان وتسخر موهبتها في سبيله، لافتةً إلَى أنَّها متألمَة لما يحصلُ من إراقة دماء في المنطقة، وإنَّها تقفُ في الشعُوب في محنتها، وإنْ كانت تحتفظُ بمواقفها من الأنظمة لنفسها.