أثارت مواقف دعاة ومنشدين إسلاميين معروفين، أعلنوا دعمهم الكامل لعملية "عاصفة الحزم"، التي شنتها السعودية ضد معاقل جماعة الحوثيين باليمن، بمشاركة فعلية لدول عربية وإسلامية، منها المغرب، جدلا واسعا بين فريقين، أحدهما أشاد بتلك المواقف، وثانيهما انتقد طريقة تعاطي هؤلاء الدعاة المشاهير مع "العاصفة". وكان لافتا موقف الداعية السعودي، الشيخ محمد العريفي، الذي ظهر أخيرا في مقطع فيديو، مرتديا لزي عسكري على الحدود بين السعودية واليمن، وهو يشارك جنودا سعوديين في القتال ضد الحوثيين، من خلال تعبئة إحدى قاذفات الهاون التي وجهوها إلى مواقع الحوثيين باليمن. وبدا الداعية المعروف وهو يدعو بالخير والنصر للجنود السعوديين في حربهم ضد جماعة الحوثيين داخل اليمن، وكان يشجعهم على الموت في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، وقال ضمن ذات المقطع المُصور مخاطبا الجنود "والله العظيم، لو خيروني لأجلس معكم في كل مكان". موقف العريفي من عاصفة الحزم، ومشاركته الرمزية في هذه العملية العسكرية، قوبل أيضا بعاصفة من التشجيع والتأييد لسلوكه الذي وصفه محبوه وأتباعه بأنه "جريء" ينم عن تفاعل الداعية مع واقعه ومحيطه، وما تعيشه الأمة الإسلامية، لكن ووجه أيضا بعاصفة من الانتقادات. وتساءل الرافضون لموقف العريفي، وظهوره باللباس العسكري، عن سر ما سموه "اختفاء" هذا الداعية وغياب حماسته في أحداث سابقة، من قبيل تعرض غزة للقصف الصهيوني، وتساءل البعض "هل كان العريفي يستطيع التصرف بهذه الطريقة لو احتلت إسرائيل اليمن". وقبل العريفي، كان الداعية السعودي الشهير، الشيخ عائض القرني، صاحب كتاب "لا تحزن"، قد أعلن دعمه المطلق لعاصفة الحزم بطريقته الخاصة، حيث نظم قصيدة شعرية يمدح فيها قرار الملك السعودي الجديد، سلمان بن عبد العزيز، مبرزا في أبياتها استعداد المسلمين الدفاع عن بلاد الحرمين. وورد في قصيدة القرني قوله "لبيك يا سلمان جينا اليوم لعيون الوطن، أبشر بعزك يا زعيم المملكة يا أبوفهد، حنا جنود الله بعنا أرواحنا بأغلى ثمن في جنة الفردوس، موعدنا ويا نعم الوعد"، غير أن صيغة مطلع القصيدة خصوصا لفظ "لبيك"، دفع بالعديد من المنتقدين لاستهجان قصيدة القرني. ومن جهته أطلق المقرئ والمنشد الكويتي المعروف، الشيخ مشاري العفاسي، نشيدا جديدا وسمه بعنوان "نداء الوطن"، يؤيد فيه عملية "عاصفة الحزم" التي تشنها السعودية وبلدان عربية وإسلامية ضد جماعة الحوثيين، المدعومة من طرف إيران، كما تضمن صيغا عديدة من الأدعية لنصرة من سماهم بالمجاهدين. ويشمل نشيد العفاسي الجديد قوله على سبيل المثال "يا رب رد اليمن دار أمن وحكمة وأمان وإيمان"، وأيضا "يارب، ساعد مجاهدينا حتى تعلو بهم راية الدين"، وهو النشيد الذي كان العفاسي يردده مرتديا زيا عسكريا كويتيا، وبجانبه جنود كويتيون يشاركون في "عاصفة الحزم". نشيد العفاسي نال أيضا ما ناله من إشادة من لدن البعض الذي اعتبره مساهمة فنية في بث روح الحماسية الوطنية في نفوس الجنود لمواجهة الحوثيين، بينما واجهه المنتقدون بأن الأناشيد لا تقدم ولا تؤخر في الواقع شيئا، وبأنه كان عليه التقيد بمنهج الصحابة والصالحين في عدم الخوص في حرب بين فريقين مسلميْن".