يبدو أن قفشات رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، تجاوزت حدود المغرب، لتصل إلى خارج البلاد، حيث شكلت قفشاته الهزلية الحدث الأبرز خلال مشاركته في المناظرة الافتتاحية للمعرض الدولي للفلاحة والمنتوجات الحيوانية بأبيدجان، العاصمة الاقتصادية للكوت ديفوار. وأثارت عفوية بنكيران في الحديث، خلال حديثه عن التعاون الفلاحي بين المغرب والدول الإفريقية، انتباه القاعة الكبرى للمناظرة التي اهتزت ضاحكة أكثر من مرة، وذلك مقابل لغة الخشب التي استعان بها الوزير الأول في كوت ديفوار، دانيال كابلان، عند حديثه عن ضرورة توفير شروط أفضل للتعاون بين دول الجنوب. وأكد بنكيران، أنه لا يكفي الحديث عن الاستراتيجيات الكبرى في التنمية، بل لا بد من الاهتمام بالحلقات الأضعف، والمتمثلة أساسا في "النساء اللواتي يجلبن الماء لأكثر من خمس كيلومترات"، وهو السؤال الذي واجه به برلماني مغربي وزير الاقتصاد، ولم يجد له جوابا بسبب انشغالاته بالملفات الكبرى"، يقول رئيس الحكومة. "إذا أردتم إحراج أي مسؤول اسألوه عن مجال اشتغال وزير آخر ناجح"، هكذا أجاب رئيس الحكومة عن سؤال لمسير المناظرة عندما طلب منه تفاصيل حول رؤيته للقطاع الفلاحي، مثنيا على الوزير، عزيز أخنوش الذي "يفهم جيدا في المجال ويشتغل كثيراً دون حاجتنا للتدخل في عمله". ومن جهة ثانية لم يفوت رئيس الحكومة فرصة تواجده أمام "الأشقاء" الأفارقة، للنيل من المعارضة بالمغرب، التي دخل معها في حرب كلامية طويلة الأمد، وذلك في سياق حديثه عن تحركاتها عندما يوجد خارج أرض الوطن. وكشف بنكيران في هذا السياق أنه أثناء زيارته لمكة المكرمة، طلب منه مسؤول سعودي البقاء لأيام أخرى، فرد عليه بالقول، "لا يمكن لي ذلك، لأنه إذا بقيت خارج أرض الوطن، فإن المعارضة لن تجد من تصارع في المغرب". من جهة أخرى أكد رئيس الحكومة، أن إستراتيجية المغرب الأخضر، تهدف لمساعدة الفلاحين الصغار، الذين يلتزمون بدفع الضرائب، ويساهمون بشكل مباشر في الرقي بعيش آلاف الأسر، وتوفير الأمر الغذائي لها، "لذلك وجب الاهتمام بهذه الفئات التي تشكل العمود الفقري لغالبية البوادي المغربية". "لا بد من الاهتمام بالفلاحين الصغار، وهي دعوة لكم كذلك بسبب الإمكانيات الفلاحية الهائلة التي تتوفرون عليها"، يخاطب رئيس الحكومة المسؤولين الأفارقة، مجددا عزم "المملكة المغربية على مساعدة الدول الإفريقية والاستفادة منها، تجسيدا لحلم جنوب جنوب مع الدول الإفريقية". وفي هذا السياق أشار رئيس الحكومة، إلى إشراقة المستقبل بين الدول الإفريقية، "وهو مستقبل وردي سيجمعنا خلاله الفضاء الفلاحي الأخضر"، مسجلا أنه "لا حساب داخل العائلة الواحدة، لأنه في التعاون الجميع سيربح"، على حد تعبيره.