في الوقت الذي يلتزم الأمناء العامون لأحزاب الائتلاف الحكومي بالصمت ضمن المواجهات التي تدور بين أحزاب المعارضة، من جهة، ورئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، من جهة ثانية، فضل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، الخروج لتوجيه اتهامات بالجملة لقوى المعارضة السياسية، بلغت حد اتهامها ب "تهديد المصالح العليا للوطن". وقال بنعبد الله، في لقاء صحفي عقده بالرباط، إن "هناك جوّا تسعى بعض الأطراف إلى فبركته لأغراض لا علاقة بالمصلحة العليا للوطن"، مشيرا إلى أن "ذلك مرتبط بنظرة ضيقة لبعض أحزاب المعارضة، في استعدادها للاستحقاقات الانتخابية المقبلة بشكل لا يجب أن يتم، وإلا فإن المغرب سيدخل في وضعية استثنائية، وهذا الأمر لن نسايره أبدا" على حد قوله. وأكد بنعبد الله، في اللقاء الصحفي الذي حضرته هسبريس، أن "أحزاب الأغلبية لا تريد أجواء مشحونة في الانتخابات المقبلة"، معتبرا أن "حزب التقدم والاشتراكية يرى البلاد في حاجة إلى مقاربة الاختلاف دون المساس بمبدأ الاحترام، وأن لا يتم السقوط نحو مستويات دنيئة، وتعبئة الرأي العام لمناقش الأفكار بعيدا عن الأشخاص والاتهامات والنعوت". بنعبد الله، بعدما اتهم بعض أحزاب المعارضة باعتماد منطق إقصائي ضد حزبه، أوضح أن "قدَر هذه الحكومة في أن تتعامل مع قفزات المعارضة والتعابير غير العقلانية بكثير من ضبط النفس"، وزاد: "إننا مسؤولون عن المؤسسات، لذلك لابد أن نوصلها إلى نهاية الولاية بسلام.. والآخرون لا يريدون أن نصل بالحكومة إلى نهايتها.. وإذا كان البعض يعتقد أنه بهذه المعارضة يمكن أن يضعف العدالة والتنمية فإن يجازف، لأن استطلاعات الرأي الماسة بالشعبية تقول العكس". وحول ما إذا كانت أحزاب الأغلبية ستدخل في تنسيق مشترك لخوض الانتخابات الجماعية المقبلة أوضح بنعبد الله أنه قد تم بدء الحديث في هذا الصدد.. واسترسل: "مبدئيا، هناك استعداد بين أحزاب الأغلبية للتنسيق وذلك سيتم على مستوى رئاسة المجالس والجهات، والتصويت لصالح مرشحي مجلس المستشارين". بنعبد الله أشار في هذا الاتجاه إلى أن "التنسيق لا يعني أننا غادي نسُورْتُو الأحزاب ديالنا كلها، لذلك نحتاج لنقاش عميق في المسألة" وفق تعبيره الذي استحضر أيضا الصراع الموجود بين بعض محليات أحزاب الأغلبية، والتي يمكن أن تتحالف بعد الانتخابات مع بعض أحزاب المعارضة. إلى ذلك كشف كبير الPPS عن نوايا حزبه في الاستحقاقات المقبلة، مؤكدا بأن طموحه يقترن بتجاوز 10 آلاف مرشح بهدف الوصل إلى 3 آلاف مستشار، ضمنها 300 رئاسة جماعة محلية، ورئاسة جهة واحدة على الأقل، وتكوين فريق في مجلس المستشارين.