أفادت وثائق ويكِيلِيكْسْ بأنّ الرئيس العراقي المخلوع صدّام حسين قد أعدم لكونه سنّيا وليس لكونه ديكتاتورا أشرف على رئاسة نظام تورّط في أعمال إبادة جماعية.. إذ أفادت وثيقة جوسسة بعث بها لواشنطن السفير الأمريكي "زَالْمَايْ خَلِيلْزَادْ" في السادس من يناير 2007، أي بعد أسبوع من تنفيذ حكم الإعدام، بأنّ نائب رئيس الحكومة العراقية طارق الهاشمي، وهو مسلم سنّي، قد سأل الرئيس نوري مالكي عن الدافع الواقف وراء قرار إعدام صدّام يوم عيد الأضحى قبل أن يتلقى إجابة مالكي التي قال ضمنها: "إنّه عيدكم وليس عيدنا"، في إشارة لكون الشيعة قد احتفلوا بعيد الاضحى في تاريخ مغاير لتاريخ احتفال السنيين. وقال السفير الأمريكي بأنّ قوات بلده قد انسحبت من المكان الذي أقامت به منصة إعدام صدّام وسلّمته للعراقيين، وذلك بعدما سبق وأن أمّنت احتجازه بزنزانة محاذية لمطار بغداد ثمّ نقلته عبر طائرة هيليكوبتر لتنفيذ الحكم الصادر ضدّه، قبل أن يضيف: "لقد سادت التساؤلات بين الجميع، حتى الأمريكان، عن المغزى من إعدام الرئيس المخلوع يوم عيد.. إلاّ أن التفسير الأولي قد جاء من نائب المدعي العام بالمحكمة الجنائية العليا العراقية الذي قال بأن استشارة علماء الدين قد أفضت إلى أن العيد لن يحل شرعا إلاّ بعد ساعة من الموعد المحدد للإعدام". تفاصيل أخرى أرسل بها السفير الأمريكي لواشنطن حول أواخر لحظات صدّام حسين، إذ تضمن البرقية وصفا دقيقا لحالته النفسية قبيل إعدامه، إذ قيل بأنّه كان يرتجف بشكل لا إراديّ قبل أن يتمكّن من السيطرة على نفسه، وأن صدّام قد ردّ على أحد الشيعة الذين رافقوا مقتدى الصدر لمكان الإعدام واتهموه بالخوف من الموت بأن قال: "لقد تهيأت لهذه اللحظة منذ أن وصلت إلى الحُكم، فأنا أعرف بأنّ أي رئيس له عدد كبير من الأعداء".