يخيم جو بارد على العديد من المناطق بالمغرب، وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون عن أسباب موجة البرد القارس هذه التي تعم البلاد، هل ترجع إلى ما يسميه المغاربة "الليالي"، وهي الفترة الزمنية التي تقارب الأربعين يوما وتنطلق منذ بداية فصل الشتاء، أم أن الأمر يعزى إلى عوامل أخرى. ويصف البعض الطقس البارد الذي يسود العديد من مناطق المملكة هذه الأيام بأنها نتاج منزلة ما يسمونه "الليالي حياني"، وتتوزع بحسبهم إلى "ليالي" كبيرة و"ليالي" صغيرة متفرقة، غير أن ما يجمعها قساوة البرد القارس الذي يؤثر على الحياة الطبيعية والاعتيادية للمغاربة. الحسين يوعابد، المكلف بالتواصل في مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، قال لهسبريس إن موجة البرد القارس الذي يهم خصوصا المناطق الداخلية ومرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط، وأيضا السفوح الجنوبية والشرقية، تعزى أساسا إلى تيار شمالي محمل بكتل هوائية باردة. وأفاد يوعابد بأن أصل هذه الكتل الهوائية الرطبة يرجع إلى شمال أوروبا، والتي انتقلت بعد ذلك إلى أوروبا ثم إلى المغرب، ليشكل موجة برد قارس يعيش تحت وطأته المغاربة هذه الأيام، متوقعا أن تنتهي موجة البرد يوم الأربعاء المقبل، لتعود درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية يوم الخميس. وأردف المتحدث بأن الكتل الهوائية الرطبة التي وصلت للأجواء المغربية أتت مقرونة بهطول الأمطار خاصة في المناطق الشمالية والوسطى، كما عرفت سقوط الثلوج فوق مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط، مشيرا إلى بعض القياسات التي وصلت أحيانا إلى متر واحد و30 سنتمر في القمة، و90 سنتمتر في السفح. وتابع المتحدث بأنه بخصوص الحالة الجوية المرتقبة في البلاد، ما تزال التساقطات المطرية تطال المناطق الداخلية للمملكة، سيما مرتفعات الأطلس الكبير والأطلس المتوسط والسفوح الشرقية، فضلا عن تساقطات ثلجية في ذات المناطق الأطلسية، والريف عند العلو الذي يفوق 1100 متر. وجدير بالذكر أن الملك محمد السادس أعطى أخيرا تعليماته إلى السلطات المحلية والقوات المسلحة والدرك الملكي ووزارة الصحة، لإعلان حالة الاستنفار القصوى، والرفع من حالة التأهب، لمساعدة المواطنين القاطنين في المناطق الجبلية والنائية على تجاوز موجة البرد القارس بالمملكة.