في حركة غير مألوفة في الغرب، طلبت مطبعة جامعة أكسفورد من مؤلفي الكتب المدرسية في بريطانيا أخذ الثقافات الأخرى بعين الاعتبار عند الإعداد، من أجل التمكّن من تصدير المقرّرات والنصوص إلى دول أجنبية. ومن بين المبادئ التوجيهية المقترحة على المؤلفين في دليل نشرته المطبعة، ألا تتم الإشارة لاستهلاك لحم الخنزير أو الخنزير المقدّد، المحرّم في العالم الإسلامي. وأوضح متحدث باسم مطبعة جامعة أكسفورد أن ''على محتوى الكتب أن يكون قابلاً للعرض في بريطانيا وكذلك في البلدان ذات ثقافات مختلفة حتى نتمكن من تصديرها''، موضحاً أن الكثير من المواد التعليمية التي يتم نشرها في بريطانيا، يعاد بيعها في أكثر من 150 بلداً. واستناداً على هذا المعطى، يوضح المتحدث أن الناشرين بحاجة للأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الاختلافات الثقافية، حيث أشار إلى أن توجهاتهم التحريرية تهدف إلى ضمان تعميم المواد التي ينتجونها على أوسع جمهور ممكن. ويقدر المسلمون بحوالي 1,5 مليار من بين سكان الأرض الذي يجمل عددهم في 7 ملايير، وتعرف الدول التسعة والأربعون ذات الأغلبية المسلمة، تزايداً دائماً للشباب والصغار، ممّا يجعلها أسواقاً هامة بالنسبة للمواد التعليمية. غير أن النائب المحافظ فيليب ديفيز قد غضب كثيرا لكون ثقافات الآخرين أصبحت تؤخذ في الاعتبار من قبل الناشرين في بلده، وقد دعا الحكومة فيما بعد لمنع مطبعة جامعة أوكسفورد من التأثير على المؤلفين في سبيل حثهم على احترام مشاعر المسلمين، حيث قال في هذا الصدد:" على وزير الدولة أن يحكم قبضته على الموضوع، ويتأكد من توقف هذا الحظر المثير للسخرية''، مضيفاً:''بعض الساسة كانوا يحاولون دائما أن يعبروا عن مدى اعتقادهم بمبادئ حرية التعبير، ولكن في الواقع كانوا يحاولون التأثير على الناس فقط بما يقولونه''. وقد أطلقت الحكومة عام 2013 ما أسمته "استراتيجية طموحة" لتوسيع صناعة صادرات التعليم في المملكة المتحدة، والذي يحقق 17.5 بليون جنيه استرليني لاقتصاد البلد، حيث قال وزير العلوم البريطاني: في الوقت الذي كانت صادرات التعليم تحقق نجاحاً على مستوى الأعمال التجارية في المملكة المتحدة، كان هناك عدد قليل من قطاعات الاقتصاد التي تملك القدرة على النمو كما عليه الحال بقطاع التعليم". وقد حث ويليتس الناشرين في مجال التعليم ببريطانيا إلى بذل المزيد من الجهد "لاغتنام الفرصة والبقاء في مقدمة السباق العالمي. وتعتبر مطبعة جامعة أكسفورد، أكبر مطبعة جامعية في العالم، حيث تنشر حوالي 6000 كتاب جديد سنويا عبر أكثر من 150 بلدا، وعبر أنشطتها التجارية تمكنت من توظيف 6000 شخص، وتصل قيمة أرباحها التي تودع في صندوق جامعة أكسفورد إلى ملايين الجنيهات سنوياً.