خلُص جزء من التحقيقات التي تُباشرها لجنة حكومية، بتعليمات من الملك محمد السادس، وتوجيهات من رئيس الحكومة، حول ما وُصف بفضيحة أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، التي أُجريت عليها إحدى مباريات كأس العالم للأندية، إلى معطيات مثيرة تكشف "علم وزارة الشباب والرياضة المسبق بالمشاكل التقنية التي يعاني منها عشب الملعب". 13 مليون درهم لاستبدال العشب وحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فإن اللجنة المكلفة بالتحقيق وقفت على أن ملعب مولاي عبد الله خضع لعملية الصيانة لمرات عديدة منذ الثمانينيات، وشملت الصيانة التي تمت في فترات متقاربة أرضية الميدان، وعشبه، ومرافقه، ومنصته الشرفية، والمقاعد أيضا. وتوصلت لجنة التحقيق إلى أن عملية الصيانة الأخيرة، كانت محط صفقة بلغت الاعتمادات المرصودة لها حوالي 13 مليون درهم، وتتعلق بتغيير العشب وإعداد الأرضية، بالإضافة إلى تخصيص حوالي 13 مليون درهم أخرى في نفس الصفقة، لصيانة ثلاثة ملاعب إضافية بالرباط خاصة بالتربصات والمباريات المحلية. اختلالات قبل انطلاق "الموندياليتو" ووفق المعطيات نفسها، فإن لجنة من وزارة الشباب والرياضة ظلت تتابع العملية منذ أن رست الصفقة على شركة معروفة، تم الالتزام معها بإنهاء الأشغال في ظرف ثلاثة أشهر، وأعطيت الانطلاقة لعملية الصيانة يوم 28 غشت الماضي، ولكن تم الضغط عليها للإسراع بالعملية، حسب ما أثير في التحقيقات. المعطيات كشفت أن لجنة المتابعة، قامت بزيارة للملعب يوم 2 نونبر 2014، فوقفت على اختلالات في العشب، منها سرعة الإنبات، وانخفاض مستوى العشب في بعض المناطق من الملعب خاصة بالجهة الشرقية، وهو ما أظهرته الأمطار التي تهاطلت بداية نونبر الماضي. ومع ذلك، يكمل التحقيق، تم الإصرار على أن يحتضن ملعب الرباط المباراة النهائية لكأس العرش، وبرزت بعدها أن وضعية أرضية الملعب لا تسمح بإجراء مباريات إضافية، قبل أن يتم إعلان احتضان الملعب للمباريات الأولى لكأس العالم للأندية. تدخل الفيفا معطيات التحقيق تفيد بأن الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة، وأحد المديرين بالوزارة، كانا يتابعان عملية الصيانة إداريا، وتثبت "وثائق الأمر بالسفر" في الوزارة أنهما تنقلا إلى مدريد وإلى زوريخ في مهام مرتبطة بأشغال صيانة ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. التحقيق كشف أن اللجنة، التي كانا ضمن عضويتها، تم توقيف عملها يوم 4 نونبر 2014، بعد إعدادها تقريرا حول تأثير أمطار نونبر على أرضية الملعب، وبعد تدخل الفيفا، وتم التعاقد بعدها مع مكتب دراسات وفق معايير حددتها الفيفا لتتبع أشغال صيانة الملعب من أجل إعداده ليصبح جاهزا لاحتضان مباريات كأس العالم للأندية، واستمر الكاتب العام والمدير في تتبع الأشغال كملاحظين فقط. ومع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم للأندية، دعت الفيفا حسب ذات المعطيات، إلى نقل المباريات الأولى إلى أكادير في حالة تعذر تجاوز اختلالات ملعب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة. "لكن القرار الذي اتخذته لجنة ترأسها أوزين، كان هو الإبقاء على ملعب مولاي عبد الله رغم كل التخوفات التي سجلتها تقارير زيارات متتالية كشفت أن الأرضية غير صالحة نتيجة ارتفاع نسبة ملوحة الرمل المستعمل، وعدم مناسبته لنوع العشب الذي وقع عليه الاختيار بداية أشغال الصيانة" يورد التحقيق. استكمال التحقيق ويُنتظر أن تواصل لجنة التحقيق عملها، لتحديد موطن اتخاذ القرارات المشار إليها، وذلك من خلال الرجوع إلى محاضر الاجتماعات، لتحديد المسؤوليات بدقة. ويُشار إلى أن الملك محمد السادس كان قد أعطى تعليماته لرئيس الحكومة، يوم الجمعة الماضي لتوقيف وزير الشباب والرياضة محمد أوزين عن كل الأنشطة المرتبطة بتدبير كأس العالم للأندية التي فاز بها ريال مدريد الاسباني.