استشاط ناشطون فايسبوكيون غيضا من اكتفاء عدد من الوزراء بديباجة تدوينات على موقع الفايسبوك، يطالبون المواطنين في المناطق المنكوبة بالجنوب الشرقي للمملكة جراء السيول القاتلة بأخذ الحيطة والحذر، عوض النزول إلى الميدان واتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ حياة المواطنين. ووجه الكثيرون سهام النقد إلى محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل، لأنه عمد إلى الفايسبوك لنشر "نصائحه" لكان المناطق المتضررة بالسيول الجارفة، بدل أن يستخدم صلاحياته التنفيذية كوزير معني بقطاع النقل يشتغل بمعية وزير التجهيز واللوجستيك، عزيز الرباح. واختار بوليف أن يوقع تدوينة في صفحته الفايسبوكية، رفقة صور لمشاهد السيول التي غمرت كلميم خاصة، حيث أورد قوله بأن مناطق كثيرة من بلدنا تعرف أمطارا غزيرة وعواصف تسببت في فيضان أودية مختلفة، وصعوبة السير على الطريق الوطنية الأولى..". وقدم الوزير بوليف نصائحه لسكان تلك المناطق المنكوبة والذاهبين إليها، مفادها "مزيدا من الحذر على الطريق، وضرورة الانتباه والحذر، وذلك حفاظا على حياتكم وحياة الآخرين"، قبل أن يردف جازما "التأخر عن الوصول خير من عدم الوصول". ارتداء بوليف لجُبة الناصح الواعظ، وانزواءه وراء حاسوبه لكتابة تعليقاته في الفايسبوك، في الوقت الذي يموت فيه مغاربة بسبب السيول المنهمرة ووضعية الطرق المتردية، دفعت بعدد من المعلقين إلى إلقاء اللائمة على الحكومة التي وصفوها بالعاجزة التي لا تفكر في حياة مواطنيها. وقال معلق غاضب "ما أسهل الجلوس في مكان هادئ ومريح، وإعطاء النصائح للآخرين، بينما كان الأجدر أن تتحرك الحكومة عن بكرة أبيها لتجييش وسائلها، واستدعاء طواقم الإنقاذ من جميع الأجهزة المعنية لإغاثة السكان العالقين، وانتشال جثث الموتى في كارثة كلميم". وصب آخرون جام غضبهم على وزارة النقل تحديدا، فقال أحدهم "عوض الاكتفاء بنصحية التزام المزيد من الحذر، كان يتعين إصلاح الطرق وإرسائ شبكة متطورة مثل جميع الدول المتقدة، بينما انتقد معلق ثان حالة بعض القناطر التي تجاوزت عمرها الافتراضي" في إشارة إلى قنطرة بتالوين انهارت بعد أشهر قليلة من تدشينها. الوزيرة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، والمعروفة بمواظبتها على ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي، نالت نصيبها أيضا من انتقادات رواد الموقع الأزرق أيضا، خاصة بعد أن عمدت إلى نشر تدوينة عبارة عن دعاء يقول "نسأل الله أن يحدّ الباس، اللهم صيبا نافعا". معلقون انتقدوا اكتفاء الوزيرة المكوث في المكتب الفخم بالرباط وتتبع مآسي ونكبات المواطنين بلغة الخشب"، وقال آخرون "هذه فضيحة من فضائح مغرب التغيير وسياسة القرب، إذ كان من الواجب أن ينتقل كل المسؤولين المعنيين إلى جنوب المغرب لتتبع الوضعية الكارثية للمناطق المنكوبة عن كثب".