من أسوأ ما يعانيه الناقد الرياضي حينما يُفهم أو يحوّر مقال كتبه إلى غير ما فيه؛ فأمس كان هناك مقال يخص البلجيكي غيريتس مدرب الهلال السابق والمنتخب المغربي حاليا، واستقينا من كلام هذا الأخير ومن أحاديثه الصحافية لماذا أراد ترك الهلال والتوجه إلى المغرب، وقال فيها ما قال عن رغبته في الاقتراب من أوروبا عبر محطته الجديدة. هنا أقول للصائدين في الماء العكر إن المغرب كبلد عزيز غال على كل السعوديين حكومة وشعبا، هو جزء من هذا الوطن الغالي، وإن كنا رمينا خلال مقال أمس على أوروبا، فإن هناك من أراد تجييره على المغرب، ولن يتحقق لهم ذلك، لأن المعنى واضح والعبارات كاشفة لكل من أراد لبسا، وأخطاء يتنعم بها. هل من المعقول أن يصل كاتب عربي محب إلى أن يغمز على بلده. من جهتي أحسب، بل لا أشك أبدا في أن المغرب بلدي الثاني، وفيه وجدت وعرفت من رجالاتها وقياداتها ما يفتخر به المرء، ليس ذلك فقط، بل إنه كبلد يحمل الكثير من المعاني الإسلامية المحافظة الراقية، والسؤدد والشموخ. وعليه، فليس في إمكان أولئك الصائدين أن يجدوا طريقا عليه وعلينا، فقط من جراء اختلافات في الميول، وإسقاطات تشجيعية، ناهيك باختلافات في الرأي ليس إلا أننا كشفنا حقيقة العمل الذي كان عليه غيريتس، والمراحل التي أراد من خلالها البقاء على حساب انتصارات وتوجهات الفريق السعودي الأزرق. أقول لصديقي المغربي الذي أحمل له كثيرا من الحب والود والاحترام بعد مهاتفة أمس، بارك الله فيك لأنك أدركت المعنى الذي أريده عن هذا المدرب الذي تحجج بالمحافظة لكي يكون قريبا من أوروبا، وأُدرك أن تلك هي عقلانية أهل المغرب في تفريقهم بين الغث والسمين، ومعرفة الرياضيين منهم؛ من يريد كيدا، ومن يريد حقا، وبارك الله فيك مرة أخرى بتوجيهك لشخصي المتواضع بتجاهل المتعصبين الكرويين، لأنهم من فرط تعصبهم، لا بأس لديهم من رمي الإسقاطات أو إلباس ما لا يحتمل كل ما هو شائن. من جهتي يا صديقي، لا أقبل على بلدي المغرب كلمة عابرة، فكيف بإساءة كامنة، هو بلدنا وأهله أهلنا، لكن حسبنا وإياهم أن المجتمع الكروي قد يفيض بما لا يليق أحيانا. أقول يا صديقي إن كان من أهلي في المغرب من رأى أنني من فرط القسوة على البلجيكي قد تجاوزت، فليقبلوا مني اعتذار المحب لكل ما هو مغربي، بصفة خاصة، وكل ما هو رياضي مغربي بصفة عامة، فنحن أنتم، وأنتم نحن، والله أعلم بالنوايا يا من أسأتموها، وحسبنا الله ونعم الوكيل. [email protected]