لم تشفع دموع سيدة متقدمة في السن، ليرق قلب سائقي سيارات الأجرة بمحطة القطار في "الوازيس" بالدارالبيضاء، قصد نقلها إلى وجهتها لتلقي آخر نظرة على وجه والدتها التي توفت على الساعة الثالثة صباحا من يوم الأربعاء الماضي. حاولت السيدة مرارا وتكرارا إقناع أحد سائقي سيارات الأجرة، الرابضة مباشرة أمام باب المحطة بشكل غير قانوني، لعلهم يتراجعون عن تعنتهم بدون جدوى، فكل ما كان يهمهم هو "اقتناص" زبناء لنقلهم صوب وجهات محددة مسبقا وفق مزاج ورغبة السائقين. "نظرات احتقار وعجرفة" كان يحدج بها سائقو سيارات الأجرة السيدة المسنة وغيرها من الزبناء الذين لا توافق وجهتهم اختيارات السائقين، في تحد علني لكل القوانين المنظمة لهذه المهنة"، يقول من تابعوا مشهد حسرة المواطنة العجوز. فوضى..فوضى "هي فوضى" كلمة سحرية تلخص معاناة تتكرر مع زوار وساكنة مدينة الدارالبيضاء، بسبب المعاملة غير اللائقة واللاقانونية التي يلاقونها من سائقي سيارات الأجرة "الحمراء" أمام محطات القطار بالوازيس، والميناء، وعين السبع، ومحطة الدارالبيضاء المسافرين. عبد الرحيم الشناوي، رئيس المركز المهني لتنمية السلامة والنقل، قال إن كلمة "فوضى"، هي أقل ما يمكن أن يوصف بها الواقع الذي يعيشه قطاع سيارات الأجرة في مدينة الدارالبيضاء والمعاناة التي يسببها السائقون للزبناء أمام مرأى ومسمع المسؤولين. واعتبر نفس المتحدث أن القانون المنظم لمهنة سائق سيارة الأجرة، يفرض على المهنيين الالتزام بمجموعة من المقتضيات التنظيمية القانونية، وإلا تعرضوا لعقوبات تأديبية قد تصل إلى حد سحب رخصة الثقة." وأفاد رئيس المركز المهني لتنمية السلامة والنقل، أنه من صور خرق هذا القانون "الرفض الممنهج لفئة من سائقي سيارات الأجرة من النوع الصغير، لنقل زبنائهم نحو وجهتهم لأسباب غير مهنية، وهو ما يناقض روح القانون المنظم للمهنة. ويضيف الشناوي أن "السائق بمجرد ما يمر بنقطة الأمن التي تشرف على التسجيل اليومي (البوانتاج) لسيارات الأجرة العاملة في المدار الحضري للمدينة، ينبغي عليه الوقوف إجباريا لكل مواطن لحمله إلى وجهته". وأشار رئيس المركز إلى أن "السائق مطالب بالتقيد بمجموعة من الضوابط، من بينها حسن السلوك، وحسن الهندام، واللياقة في التعامل"، مضيفا أنه لا يمكن التحجج بأن السائق يعاني من مشاكل اجتماعية ومهنية تتسبب له في ضغط نفسي، لأن الزبون لا ذنب له". "السائقون هم رهن إشارة الزبون، ولا ينبغي بأي شكل من الأشكال أن نتعامل معه باحتقار،. فهو رأسمال سائق سيارة الأجرة، وهو في خدمة هذا الزبون وليس العكس" يورد الشناوي. وطالب عبد الرحيم الشناوي، رئيس المركز المهني لتنمية السلامة والنقل، بضرورة تحرك الدوائر المسؤولة بما فيها ولاية الدارالبيضاء ومصالح الأمن، من أجل إعادة النظام لهذا القطاع.