شهدت محطة القطارات الرباط-المدينة زوال اليوم استنفارا أمنيّا كبيرا، جرّاء توافد مئات من جماهير فريق الجيش الملكي، الذي يخوض اليوم مباراةً أمام فريق الرجاء البيضاوي بمدينة الدارالبيضاء، برسم الجولة الثالثة من البطولة الوطنية لكرة القدم. وخلّف تدفّق جمهور فريق الجيش الملكي دفعة واحدة على محطة القطارات الرباط-المدينة، سواء أمام أبواب المحطة الرئيسية والخلفية، أو داخلها، فوضى عارمة، ما استدعى إغلاق جميع أبواب المحطة، وحراستها من طرف عناصر الشرطة والقوات المساعدة. الفوضى التي شهدتها محطة القطارات الرباط-المدينة أدّت إلى شلّ حركة القطارات المتوجّهة إلى مدينة الدارالبيضاء بشكل تامّ لما يُقارب ثلاث ساعات، في انتظار أن يقلع القطار المخصّص للجمهور العسكري، والذي حوّل جوار المحطة إلى ما يشبه ملعبا لكرة القدم. وعمد مسؤولو المكتب الوطني للسكك الحديدية حسب ما أكّده أحدُ مؤطّري جمهور فريق الجيش الملكي لتخصيص قطار خاصّ لنقل الجمهور إلى مدينة الدارالبيضاء، غير أنّ ذلك لم يَحُل دون إرباك عمل المحطّة، والسير العادي للقطارات المتوجهة إلى البيضاء بشكل كبير. وشهدت أبواب المحطة مناوشات بين عناصر الأمن وجمهور الجيش، الذي تمّ تجميعه أمام الباب الخلفي للمحطة، وتكلف مؤطّرون تابعون لجميعة مشجعي الفريق بمهمّة اقتناء التذاكر، من داخل المحطة، حيث لم تسمح عناصر الشرطة لأحد بالدخول إلّا إذا كان متوفّرا على تذكرة. ووجدت عناصر الأمن أمام الباب الرئيسي للمحطة صعوبة بالغة في ضبْط الجمهور، المتشكّل في أغلبه من الشباب، وتمّ فتح باب صغير تحرسه عناصر الأمن من أجْل دخول المسافرين من غير جمهور الجيش. وشهدتْ المحطّة توافد تعزيزات أمنية، سواء من طرف عناصر الشرطة أو القوّات المساعدة، ومسؤولين أمنيّين، رابضوا طيلة ما يزيد على ثلاث ساعات أمام المحطّة وداخلها، كما رابضت أمام المحطة سيارات تابعة لجهازي الشرطة والقوات المساعدة. وعلى الرغم من جميع الاحتياطات التي تمّ اتخاذها للحيلولة دون تسلّل مشجّعين إلى داخل المحطّة دون اقتناء تذاكر السفر، فقد عمَد عدد من الشباب إلى إعادة رمْي التذاكر لزملائهم من داخل المحّطة، من خلال وضعها في قطع قماش وربطها بحجارة، ورميها من على السياج الحديدي الذي يفصل محطّة القطار عن محطة الترامواي. وشهد جوار المحطّة مشادّات بين الجمهور نفسه، خصوصا أثناء التسابق على الانقضاض على التذاكر التي يتمّ إعادة رميها من داخل المحطّة، وهي مشاهد تابعها عدد من السياح بذهول، فيما قال أحد المواطنين "فينْ غادي المغرب بْبْحال هاد الشباب".