قال خبير إفريقي متخصص في مجال الأمن والإرهاب أمس الاثنين بالجزائر إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جمع 100 مليون دولار من الفديات المالية المتأتية من عمليات خطف الرهائن الغربيين بمنطقة الساحل التي قام بها في السنوات الأخيرة. وقال الدكتور الياس بوكراع مدير عام المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، ومقره الجزائر، في ندوة نظمت بالعاصمة الجزائرية حول مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل "إن هذه الأموال غير المشروعة تمثل أيضا المبالغ التي يجنيها هذا التنظيم من تحالفاته المعلنة مع جماعات الجريمة وتهريب السلاح والمخدرات". وأضاف بوكراع: "50 طنا من الهيروين تعبر صحراء دول الساحل قادمة من أمريكا اللاتينية وغينيا وبوركينافاسو قبل أن تصل إلى سواحل المحيط الأطلسي وتعبر باتجاه الدول الأوروبية بتغطية من المجموعات المسلحة". واعتبر أن تنظيم القاعدة لا يمثل أبرز التحديات التي تواجه دول الساحل وهي الجزائر وليبيا وتشاد وبوركينافاسو ومالي والنيجر وموريتانيا، مشيرا إلى أن التحديات الحقيقية لهذه الدول تتعلق بمسألة عودة الاستعمار الجديد ومخططات تفتيت الدول على غرار ما يحدث في السودان. واقترح بوكراع على الجزائر ودول الساحل انتهاج إستراتيجية لتحقيق الأمن والاستقرار تقوم على عاملين أساسيين يتعلق أولهما باعتماد الحل العسكري للقضاء على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فيما يتعلق العامل الثاني بدفع عجلة التنمية وتحسين الخدمات الصحية والتربية والتعليم وتوفير العمل لسكان الساحل. وعانت دول الساحل الإفريقي خلال العامين الماضيين من تنامي ظاهرة الإرهاب وتكثيف المجموعات المسلحة التي تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقوم بخطف الرهائن الغربيين المتواجدين في المنطقة للحصول على فديات مالية مقابل الإفراج عنهم. ويحتجز التنظيم الإرهابي منذ 16 شتنبر الماضي سبعة رهائن هم خمسة فرنسيين وإفريقيان يعملون في شركة "أريفا" الفرنسية بالنيجر. * وكالة الأنباء الكويتية