نفى المعارض المغربي هشام بوشتي، وهو الحاصل على اللجوء السياسي بإسبانيا والمستقر بمليلية، أن يكون منح أيّ تصريح كان للقناة التلفزية التابعة لتنظيم البوليساريو، وأضاف بوشتي ضمن اتصال هاتفي أجرته معه هسبريس: "ما تمّ بثّه ضمن النشرة الإخبارية لقناة رَصْد، وتمّ ترويجه عبر موقع يُوتُوبْ، ما هو إلاّ قراءة لمقال رأي حرّرته ونُشر على عدد من المواقع الإلكترونية للبوليساريو قبل أن أتلقّى اتصالا من راديُو البوليساريو وأعيد قراءته بصوتي ضمن برنامج يحمل اسم: المغرب من الدّاخل". وقدّمت تلفزة البوليساريو هشام بوشتي، ضمن نشرتها الإخبارية ليوم 27 شتنبر الماضي على أنّه كاتب وصحفي مغربي عوض الإشارة إليه بصفة المعارض المغربي واللاجئ السياسي حاليا بإسبانيا، كما قدّمت ما قاله على أساس كونه فضحا للسياسات المغربية عوض التنصيص على الإدلاء بالرأي، وهو ما قال بشأنه بوشتي في تصريح لهسبريس: "قد يكون الإعلام الصحراوي يلاعب الرأي العام الدولي والبوليساريو على مرمى حجر من عيدها الوطني، إذ أنّني لم أتابع ما تمّ بثّه كما لم يسبق لي أبدا وأن أخفيت ميلي الشخصي لتقرير المصير كحل للقضيّة الصحراوية". وبثّ إعلام البوليساريو في تندوف أقوالا لهشام بوشتي كان قد أوردها ضمن عدد من مواقع ذات التنظيم، أبرزها "المستقبل الصحراوي . نيت"، ويعبّر فيها عن كون " الحكومة المغربية قد تجاهلت بأن القيادي السابق بجبهة البوليزاريو، المسؤول الأمني مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، بصفته المهنية يُعد في العرف المُتداول خائنا لوطنه وللقسم المهني الذي لُقن إياه سالفا، إذن بعد كل ما قام به من فرار من وطنه الأم وإفشاء أسرار بلاده ومُحاولة التغرير بشعبه وزعزعة ولاء المواطنين الصحراويّين وإقدامه على التشهير بصورة بلده من شأنه يُعطي كل الصلاحيات لحكومة بلده لإحالته على القضاء بتهمة الخيانة العظمى، لأن هذا المسؤول ليس مواطن صحراوي عادي وإنما هو قيادي بالجبهة يملك أسرار بلده".. وأردف هشام بوشتي في مقال إلكتروني أعقب نبأ "الإفراج" عن مصطفى سلمى: " تلقينا كمُتتبعيين لقضية الخائن مصطفى سلمى، بصفتنا أصدقاء الشعب الشقيق الصحراوي وكمُتضامنين فوق العادة مع قضيته المصيرية، نبأ إطلاق هذا البائع لشرفه وعشيرته ووطنه بشيئ من الأسف.. ولكن نزولا عند رغبة المنظمات الدولية المُتضامنة مع الجمهورية الديمقراطية، وٱحتراما لقرارات الحكومة الصحراوية الرشيدة، لا يسعنا إلا أن نستقبل هذا النبأ الذي يحمل في طياته منطق التسامح ويهدف إلى ترسيخ مبدأ الديمقراطية والحقوق.. هذا إن دل على شيء، إنما يدل على أن الجمهورية الصحراوية على أتم الاستعداد في التعاون دبلوماسيا مع كل دول العالم مُنفتحة عليه بسياسة القرب والتفاوض، وبإقدامها على إطلاق سراح مصطفى تكون قد أحرجت بقرارها هذا الدولة المغربية..". وضمن تعقيب استقته هسبريس من بوشتي هاتفيا، أورد المعارض المجاهر بتعامله السّابق مع الاستخبارات المغربية أنّ تلبية المطالب الدولية بالإفراج عن مصطفى سلمى لم تسقط عنه صفة الخيانة ولا نيّة المتابعة المحتملة، قبل أن يزيد بقوله: "حسب ما يرد من أصدقاء داخل مخيمات تندوف فإنّ الوضع لا يحتمل مزيدا من التأجيج بفعل وجود تذمّرات شبابية واسعة، وقد كان من شأن التحرّكات المرتقبة لمصطفى سلمى أن تزيد من إذكائها.. لهذا عملت البوليساريو على نفي البوليسي الصحراوي الخائن للقوانين الجاري بها العمل بتندوف خارج المناطق الحسّاسة تفاديا لأي فتنة قد يعمد لإثارتها". وردّا على سؤال لهسبريس حول ما إذا كان التدبير المستجدّ الذي نال من حرّية ولد سيدي مولود، بوضعه داخل منطقة عسكرية باحتياطات أمنية عالية، إجراءً حادّاً من حرية التعبير عن الرأي.. قال بوشتي: " أرى بأنّ هذه النظرة مستبقة للأحداث.. إذ لم تمض سوى ثلاثة أيّام عن إطلاق سراح مصطفى سلمى، وهي فترة غير كافية لنيل قسط كاف من الرّاحة والاطمئنان على أحوال الآهل والأقارب".. وأردف: "الأيّام المقبلة كفيلة بالكشف عن مزيد من التفاصيل بخصوص هذا المعطى". هشام بوشتي، المزداد في ال 30 دجنبر 1978 والذي سبق وأن أثارت تصريحاته عدّة زوابع إعلامية منذ ال 2 فبراير 2006، يلقّب ب"جيمس بوند المغرب" ويرى الكثير بأنّه "مريض عقلي يدّعي أمورا فوق طاقته ومستواه" وذلك في استناد إلى أقواله التي سبق وأن نقلها لصفحات أسبوعية "المشعل" إبّان تواجده وراء جدران السجن المحلّي ببركان، حيث سبق وتحدّث عن تفاصيل خدمته بالمكتب الثاني من قيادة القوات المساعدة مكلّفا برصد تحركات الإسلاميين والطلبة الجامعيين، مرورا عبر "تسخيره" من لدن المخابرات بهدف التجسس على الصحفي على المرابط تمهيدا ل "تصفيته"، ثمّ تصريحاته لمنبري "ماروك إيبدو" و"الأحداث المغربية" بتاريخ 21 يوليوز 2006 والنافية لسابق أقواله المنشورة على صفحات "إلموندو" الإسبانية، ثمّ فترة اعتقاله التي وصفها ب "الغير المستندة لحكم قضائي"، وصولا إلى حديث عن مضايقات طالته بعد نشر مقالات ساردة لتعامل الأمنيين المغاربة معه والتي سبق ودوّنها على صفحات موقع "عرب تايمز" الإلكتروني.