لم يكن ليمر قرار وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، بمنع رجال ونساء التعليم من متابعة دراستهم الجامعية بهدف ضمان السير العادي لتلامذتهم، دون أن يثير انتقادات فاعلين سياسيين ونقابيين أعربوا عن رفضهم لقرار الوزارة، متهمين الوزير بشيطنة الأساتذة، وخدمة جهات تسعى لتوتر العلاقات بقطاع التعليم. وكان بلمختار قد أعلن، في نوة صحفية أمس عقب المجلس الحكومي، عن قرار منع تراخيص الدراسة الجامعية للأساتذة، مؤكدا أن وزارته بداية من الموسم الدراسي الحالي "لن تعطي أي ترخيص لأي أستاذ لمتابعة دراسته الجامعية، ومن أرد أن يتابع الدراسة عليه أن يتقدم بطلب من أجل التفرغ للدراسة الجامعية". دحمان: أجندة "مسامر المائدة" وفي هذا السياق وصف عبد الإله دحمان، نائب الكاتب العام لنقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، القرارات الأخيرة لوزارة التربية الوطنية بالغامضة التي تمس بمكتسبات الشغيلة التعليمية، معتبرا منع الأساتذة من متابعة الدراسة "ضد تحديات العصر والخطاب الرسمي، والإرادة المعبر عنها لإصلاح المنظومة التربوية". واتّهم دحمان، في تصريح لهسبريس، وزير التربية الوطنية بمعاداة نساء ورجال التعليم، والإجهاز على حقوقهم ومكتسباتهم التاريخية، مشيرا إلى أن الوزارة "اختارت بشكل مقصود تدمير منظومة الحقوق والتلاعب بالحوار حول الملف المطلبي"، وتعاملت مع أهم قضايا الشغيلة وفق نفَس لا يمتّ بصلة لمنطق الإصلاح الذي تتبناه حكومة بنكيران". وقال القيادي النقابي إن بلمختار إذا كان يريد فعلا قيادة إصلاح حقيقي داخل المنظومة، فإنه حري به توفير أجواء الثقة والاستقرار لإدارة الإصلاح، عوض اتخاذ قرارات "لا تخدم إلا أجندة الذين أتوا به إلى الوزارة، والذين يسعون حسب المتحدث إلى توتير العلاقات داخل القطاع". وأكد القيادي بنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن ما اعتبرها أجندة الوزارة ومن سماهم "مسامر المائدة" انكشفت اليوم، وأن النقابات التعليمية خاصة الأكثر تمثيلية مطالبة بشكل مستعجل بأن تنتفض في وجه سياسة واستراتيجية الوزارة الوصية الحالية، ومطالَبة بتوحيد مسارها النضالي خدمة للشغيلة التعليمية. ماء العينين: قرار مجحف ومن جهتها انبرت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، على صفحتها بالفايسبوك، لانتقاد قرار وزير التربية الوطنية منع رجال ونساء التعليم من مواصلة دراستهم الجامعية، حيث وصفته ب"القرار الخاطئ والمجحف ولو كانت الهواجس التي أراد بها تمريره مشروعة ونبيلة". وأضافت البرلمانية "إجحاف في حق شباب في عمر الزهور حرمانهم من التحصيل العلمي لمجرد أنهم اختاروا مهنة النبل و التضحيات"، متسائلة "لماذا يصر السيد الوزير على شيطنة رجال ونساء التعليم وتصويرهم كفئة انتهازية همها الأول مصالحها الذاتية على حساب مصلحة التلميذ". وخاطبت ماء العينين بلمختار قائلة "السيد الوزير أخطأتم حين أغلقتم المجال أمام رجال ونساء التعليم حين منعتموهم من اجتياز مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين رغم أن الأمر لا يكلفكم شيء، ورغم استعانتكم بنفس الفئة ولسنوات في إطار سد الخصاص". واعتبرت البرلمانية ذاتها أنه لم تعد هناك مبررات للمنع، مبرزة أن أغلب الراغبين في متابعة دراستهم من رجال ونساء التعليم يريدون ذلك لرغبتهم في التحصيل العلمي، وفي الإحساس بأنهم أحياء يتعلمون ويبحثون ويرتقون علميا ومعرفيا وهو حق إنساني مشروع".