على خطى الشاعر الأمريكي مارك سميت، انخرط عدد من الشباب المغربي في دينامية فن "الصلام" والذي يعني إلقاء الشعر في الفضاء العام بطريقة شعبية. ورغم حداثة هذا النوع الفني الذي بدأ في الظهور ابتداء من سنة 2012 فإن متعاطيه يأملون في أن يتطور ليصل إلى فئات أوسع من المجتمع المغربي خاصة أنه يعبر عن قضايا مجتمعية بحتة كالفوارق الاجتماعية، الرشوة، الفساد السياسي وغيرها . شعر حر عبد الرزاق أموزون، شاب أسس إلى جانب صديقين آخرين له مجموعة أطلقوا عليها اسم "جي 38 " ( تعني جيل عبر وتكلم). ويقول أموزون في حديث ل "هنا صوتك" عن هاته التجربة : " كانت بدايتنا على شبكة الأنترنت، ثم نظمنا في سنة 2012 أول نشاط لنا تحت عنوان "الصلام فالباتوار" ووجدنا دعم ومساندة الكثير من الفنانين والأصدقاء"، ويتابع : " الصلام حركة ثقافية حاملة لمجموعة من القيم كحرية التعبير والعدالة الاجتماعية ويتم التعبير عنه من خلال فضاء مفتوح يستطيع الجميع من خلاله التعبير. إذ يكفي أن يكون لديك قصيدة مكتوبة أو في ذهنك لتحصل على الفرصة لإلقائها أمام الجمهور. يمكننا القول أن الصلام يمثل فرصة للقاء ولتبادل الكلمات والمشاعر والهواجس بكل حرية". وإذا كان "الصلام" الذي ظهر مع سميت سنة 1986 يهدف إلى جعل إلقاء القصائد يخرج من طابع النخبوية المفرطة المصيبة أحيانا بالملل، عبر ابتداع شكل جديد يقوم على أساس المقارعة بين القصائد المختلفة، فإن النسخة المغربية منه قد عملت على إلغاء جانب التباري بهدف إتاحة الفرصة أمام الجميع للتعبير دون مواجهة هاجس الحكم على أدائه. مستقبل واعد ويضيف أموزون في لقائه مع "هنا صوتك": " لقد حاولنا الاحتفاظ بنفس المبادىء والمفاهيم مع العمل مغربتها، لقاءات الصلام التي ننظمها تجمع جميع أنواع القصائد من الأمازيغية مرورا بالعامية المغربية و العربية الفصحى وصولا إلى اللغات الأخرى كالفرنسية والإنجليزية والإسبانية". و يبدو أموزون متفائلا بخصوص تطور هذا الفن في السنوات القادمة خصوصا بعد ظهور عدد من الشباب المتعاطين لهذا الفن : " قبل سنة 2012 كنا نتحدث فقط عن مجموعة من الأشعار التي كتبها شبان مغاربة تعرفوا على الصلام عن طريق الانترنت، كان الأمر مجرد حلم فقط يراود هؤلاء الشباب بأن يقرأوا أشعارهم في الفضاء العام، اليوم تضاعف عدد فناني الصلام بما يفوق الضعف في السنتين الأخيرتين، وهناك شاب يسمى مصطفى ويستعد لإطلاق ألبومه الأول وهو مستجد يعتبر الأول من نوعه في المغرب، أعتقد أن الصلام في المغرب يتطور وسيتطور أكثر من خلال تنظيم المزيد من اللقاءات. *ينشر بالاتفاق مع موقع هنا صوتك