عبّر الإسرائيلي للفلسطينيّين، خلال المفاوضات غير المباشرة المنعقدة بين الطرفين بالقاهرة، تفعيلا لوساطة مصرية نشيطة منذ الشروع في العدوان على ساكنة القطاع بداية الشهر الماضي، عن رفضه المطلق لإعادة تشغيل مطار غزّة ضمن أي نشاط للملاحة الجويّة. ويصرّ الوفد الإسرائيلي الملاقي للقيادات الفلسطينيّة بقطاع غزّة على رفض عودة المطار لنشاطه المتوقّف منذ مدّة، والمطوّق بحظر جوّي يسهر عليه سلاح الجوّ الصهيونيّ.. وذلك لإيقانهم بأنّ معاودة افتتاح المطار، بالرغم من الخسائر الكبيرة المسجّله على مرافقه والمجهودات الكبيرة التي ينبغي القيام بها لمعاودة جعله عمليّا، بإمكانه جعل غزّة منفتحة على العالم، زيادة على الضفة الغربيّة التي ترتبط بذات المنشأة عبر "ممرّ آمن" كان يضمن في الماضي سلاسة تنقّل المسافرين والبضائع. المطار الوحيد الذي كان يربط الغزّاويّين، وعددا من ساكنة الأراضي الفلسطينيّة التي تقرّ بها إسرائيل، هو من إنجاز أطر مغربيّّة تكفلت بها المملكة طيلة مدّة اشتغالها هناك، بينما تم تمويل احتياجات مواد الإنشاء من لدن اليابان ومصر وألمانيا وإسبانيا والسعوديّة، لأجل البصم على فضاء النقل الجوي حمل اسم الراحل "ياسر عرفات" فوق أرض لاقت صعوبات عدّة وتواجهها تحدّيات كبرى على أكثر من صعيد. وقد كان الملك المغربي الراحل الحسن الثاني قد أعلن، حين الشروع في تنفيذ المشروع، على تكلفه بمستحقات المهندسين المغاربة وكبار تقنيي المملكة لجعل مطار محمّد الخامس فضاء يشبه المطار الدولي محمّد الخامس بالنواصر في ضواحي الدّار البيضاء. بصم المغاربة، وقتها، على معلمة عمرانيَة ضمن هذه المنشأة التي احتفى الفلسطينيون طويلا بافتتاحها وهي تستقبل طائرة مصرية ناقلة سياسيّين وفنّانين من "بلاد الكنانة" في العام 1998.. حيث جعلوا هندسته حاملة لبصمات مغربيّة واضحة على مساحة بهو المنشأة الممتدّة على 4000 من الأمتار المربّعة، وحتّى سقفه غطيّ ب"القرمُود الأخضر" على شاكلة الأسقف المغربيّة.. كما تكلفت الأطر المغربيَّة بكل تفاصيل الإشراف على إنجاز المباني ال19 للمطار، وكذا مدرجات الهبوط والإقلاع الخاصة بالطائرات، وفق مواصفات عالميّة. كما كان المغرب قد عبّر عن دعمه لاشتغال المحطّة الجوية لمطار "ياسر عرفات" بغزّة، وهو القريب من معبر رفح الحدودي مع الأراضي المصريّة، إذ أقدم على توأمة مطار محمّد الخامس مع ذات المنشأة الفلسطينيّة أملا في تطوير أدائها مع مرور الوقت ومواكبة الأطر المشتغلة بها ضمن دورات للتكوين المستمر. حاليا، يجعل الفلسطينيون، على طاولة المفاوضات التي تحتضنها مصر فوق أراضيها بمشاركة ممثلين لإسرائيل، معاودة افتتاح مطار غزّة أولويّة بالرغم من تعرضه للتدمير على يد الآلة العسكرية لتل أبيب.. معتبرين هذه الخطوة، إلى جوار توسيع الحدود البحرية والأمنية للقطاع، وبناء ميناء بحري، من بين الإجراءات المرغوب فيها لأجل رفع الحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينيّة برمّتها.