شن مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، هجوما اعتبره البعض "الأعنف من نوعه" على مدراء القنوات العمومية، متهما إياهم بكونهم يسعون إلى إرجاع المغرب إلى "ماخور للمكسيك"، وذلك على خلفية المسلسلات المكسيكية التي تعج بها قنوات القطب العمومي. وضرب وزير الاتصال، في جواب له على سؤال شفوي اليوم بمجلس النواب، المثال على الأعمال التي لا يمكن قبولها، بفيلم مغربي في إحدى القنوات العمومية، تضمن مشهدا ظهر فيه "زوج اتفق مع زوجته في جلسة خمرية بأن تربط علاقة غرامية مع العامل، وذلك بتحريض منه". وخاطب الخلفي النواب بالقول "هل تقبلون أن يمر هذا العمل في التلفزيون، وأن يتم تجاوز ما نص عليه الظهير الملكي، ما تسبب في احتجاج النائبة عن الفريق الاشتراكي، حسناء أبو زيد، التي رفضت جواب الخلفي، وحاولت مقاطعته قبل أن يتدخل نواب من العدالة والتنمية ليقاطعوها بدورهم. وأكد الخلفي، الذي كان يتحدث اليوم في الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب، أن المغرب اختار تمتيع الإعلام العمومي بالاستقلالية، ولن يتراجع عن هذا الاختيار، مشيرا أنه عندما عبر عن موقفه من برامج الجريمة توجّه إلى "الهاكا" احتراما لاستقلالية الإعلام العمومي، وأنه مارس في نفس الوقت الاختصاصات المخولة له قانونا". وفي غضون ذلك شهدت جلسة اليوم اندلاع ملاسنات قوية بين البرلمانية حسناء أبو زيد ونواب من العدالة والتنمية، وذلك على خلفية ما اعتبرته إشارات باليد قام بها البرلماني عن حزب "المصباح"، عبد الصمد الحيكر، في محاولة منه لثني النائبة الاتحادية عن الحديث، أثناء تعقيبها على أجوبة الخلفي. وطالبت البرلمانية عن حزب "الوردة" بإحالة البرلماني حيكر على التأديب، معتبرة ما قام به من حركات تستوجب إعمال مدونة السلوك في حقه، والتي ينص عليها النظام الداخلي لمجلس النواب، لأن ذلك يعد إهانة لها داخل المؤسسة التشريعية"، وفق تعبيرها.