أجمع المشاركون في أشغال يوم دراسي حول المخازن الجماعية "إيكودار"، نظم يوم الأربعاء، بمقر عمالة أشتوكة آيت باها، على ضرورة تكثيف جهود جميع الفاعلين محليا وجهويا ووطنيا لضمان تصنيف هذه المنشآت التاريخية والعمرانية كتراث وطني و إنساني. وتناول المشاركون بالدرس والتحليل عددا من القضايا المرتبطة بتأهيل وصيانة وتثمين هذه المخازن الجماعية ضمن برنامج عمل مشترك يضم عددا من الشركاء المؤسساتيين وجمعيات المجتمع المدني والباحثين الجامعيين والهيئات المنتخبة ومهنيي السياحة وبعض الفعاليات الثقافية. وأبرز الكاتب العام لوزارة الثقافة محمد لطفي المريني بالمناسبة أن برنامج العمل المشترك هذا يشكل عملا متفردا سواء من حيث عدد ونوعية الشركاء أو من حيث المشروع الذي تم تبنيه أو من حيث نوعية التراث الثقافي المعني، إذ نادرا ما تجتمع كل هذه الأطراف على عمل طموح يهم مجالا ترابيا وثقافيا شاسعا كمجال إيكودار. وبعدما شدد على عزم الوزارة "القطع مع الخطابات التي تقف عند حدود استحضار الحنين إلى هذه الكنوز ومزاياها مع التحسر على مآلها وما يتهددها من أخطار"، قال إن المطلوب اليوم هو ليس فقط ترميم وصيانة هذا التراث ولكن الاجتهاد في إيجاد وظائف جديدة وبديلة من شأنها أن تساهم في استمراريته كتراث ولكن أيضا كأداة من أدوات التنمية المستدامة عبر إنعاش السياحة الثقافية بالإقليم وبالجهة. وأكد أن التوقيع على اتفاقية إطار خاصة برد الاعتبار وتثمين المخازن الجماعية يجسد رغبة الوزارة في جعل هذه المبادرة مشروعا نموذجيا يحتذى به في باقي جهات المملكة ضمن توجه جديد للمحافظة على التراث يرتقب أن يشهد انطلاقة شمولية مع تفعيل استراتيجية التراث 2020 التي قطعت أشواطا مهمة في الإعداد ومسطرة التفعيل بما يجعل منها وجها جديدا من أوجه التعاطي مع التراث الوطني المادي وغير المادي وفق مقاربة تشاركية بأجندة محددة على المدى القريب والمتوسط. ومن جهته، شدد عامل الإقليم عبد الرحمن بنعلي على تنوع وغنى المنطقة بالمخازن الجماعية (أزيد من 40 أكادير قائما) وبالوعي السائد لدى الجميع بضرورة صيانتها وتثمينها، مذكرا أن المجلس الإقليمي للسياحة قام، في غشت 2011، بإطلاق مشروع دراسة جرد وتشخيص شامل لوضعية إيكودار تحت إشراف مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بمناطق الأطلس والجنوب. وبالموازاة مع ذلك، تم إطلاق مبادرات ميدانية همت ترميم أربعة "إيكيدار" و بناء مركز التوثيق والتعريف بمشهد بلاد إيكودار بآيت باها ووضع نظام للتشوير بغلاف مالي يتجاوز 1.92 مليون درهم، مشيرا إلى نهاية أشغال ترميم أكادير إكونكا بجماعة إمي مقورن والذي تم اختياره لقيمته التاريخية و طابعه النموذجي. وأضاف أن "من أهدافنا الأساسية الحصول على تصنيف إكودار والمشهد العام لبلاد إيكودار ضمن قائمة التراث الوطني ولائحة اليونسكو للتراث الإنساني لما يمكنه ذلك من الحماية القانونية والبعد الإنساني العالمي"، داعيا إلى تضافر جهود الجميع لإعداد الملفات المتعلقة بذلك وإلى البحث عن التمويلات اللازمة لصيانة المعالم الأخرى الآيلة إلى الانهيار. وتميز هذا اليوم الدراسي الوطني بتقديم خلاصة للدراسة العلمية والتقنية التي أنجزها مركز صيانة وتوظيف التراث والقصبات بالجنوب و الأطلس و تقديم برنامج العمل المشترك للحفاظ على منظومة إيكودار وتثمينها و عرض الإطار العام لمخطط التدبير ومراحل إعداده، فضلا عن تقديم عرض حول "إيكودار كتراث إنساني عالمي مع وقف التنفيذ" و تقديم كتاب "المخازن الجماعية بالأطلس الصغير". وتواصلت أشغال هذا الملتقى، الذي جرى بحضور والي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان وعامل عمالة إنزكان آيت ملول ورئيس مجلس الجهة ورئيس جامعة ابن زهر وعدد من الأساتذة الباحثين والطلبة، بتنظيم ورشتين حول مخطط التدبير ومراحل الإعداد توجتا بإصدار عدد من التوصيات الخاصة بتوظيف وتثمين فضاء إيكودار، بالإضافة إلى زيارة وتدشين أكادير إكونكا بعد الانتهاء من أشغال ترميمه.