امتلك عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، القدرة على تحويل دفة موضوع مداخلته حول "تحديات محاربة الرشوة"، ليوجه سهام نقد لاذع لرجل الأعمال المعروف، كريم التازي، واصفا إياه "بالفاشل الذي لا يحق له الحديث عن السياسة مادام قد عجز عن تسيير مجلة". وقال بنكيران، ضمن ندوة اليوم حول "التدبير العمومي وتحديات محاربة الرشوة" من تنظيم جمعية المفتشية العامة للمالية، إنه "ليس من حق أي فاشل فشل في إدارة مجلة أن يتحدث في السياسة وفيما لا يفهم فيه"، في إشارة إلى التازي حتى لو لم يذكره اسما. وزاد بنكيران بأنه "حتى بعض الذين يتهمون الحكومة بحسن لنية فإنهن يساهمون في دعم المفسدين، مخاطبا المفتشين مازحا: "حتى الخطاب السياسي خاصو مفتشية المالية، لأن بعض الجهال يتحدثون في السياسة". ويأتي تعليق رئيس الحكومة بُعيد أيام قليلة على تصريحات صاحب شركة "ريشبوند"، ضمن ندوة نظمها موقعا هسبريس و"هنا صوتك"، وهو الذي كان أحد أبرز المدافعين عن حكومة بنكيران، هاجم فيها وزير الاتصال مصطفى الخلفي، متهما حزب العدالة والتنمية ب"بيع شعار محاربة الفساد والاستبداد للمغاربة". ولم يفوت بنكيران الفرصة، خلال الندوة ذاتها، لإبراز جهود حكومته في إرساء الإصلاحات في مختلف المجالات بالمغرب، مشيرا إلى أن "الحكومة استطاعت تحسين بعض المؤشرات الماكرو اقتصادية" وفق تعبيره. وقال رئيس السلطة التنفيذية إنه "ليس من العيب قدوم مديرة صندوق النقد الدولي لتطالب الحكومة باتخاذ بعض الإجراءات خصوصا إذا كانت لصالح المملكة"، مبرزا أن "الحكومة اعتمدت خط الوقاية والسيولة تحسبا للمخاطر المحتملة، دون أن تضطر إلى صرفه" على حد قوله. وأكد رئيس الحكومة أن "إنفاق المال العام في الاتجاه الصحيح كفيل بالنهوض أكثر بالمغرب"، داعيا إلى الإعراض عن المال العام واستغلال المسؤوليات العامة للاغتناء، مشيرا إلى أن "الأسباب السياسية للفساد المالي قد انتفت"، وهناك تحسن" تدريجي في محاربة الفساد".