خيّمت "فوضَى العسكر" على افتتاح الدورة الثالثة من معرض الطيران AirShow2014، الذي تحتضنه القاعدة الجوية العسكرية لمدينة مرّاكش على مدَى 4 أيّام حتّى 26 أبريل الجاري، وذلك باختيار ضبّاط من "سلاَح الجوّ" فرض "نظامهم الخاصّ" على عمل الصحفيّين المصوّرين بطريقة لم تنأَ عن "فُوبيَا الصورَة" التي دأبت المؤسسة العسكريّة على عدم إخفائِهَا بالمرّة. ويبدُو أنّ الرهَانَات الكبرّى التي يعمل عليها الAirShow في دورته الحاليَة، وسط انفتاح المغرب على صناعة الطيران وانفتاحه على المصنّعين من مختلف بقاع العالم، وكذا النجاحات التي سبق تحقيقها في الدورتين السابقتَين من ذات الموعد، لا اعتبارات لها لدَى عدد كبير من "ضبّاط التنظيم" الذين اختيرُوا للإحاطة بكل من الجنرال دُوكُوردَارمِي عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة العسكرية الجنوبيَة، من جهة، وعبد الإله بنكيران، رئيس الحكُومَة، من جهة أخرَى، إذ انخرطُوا في موجة دفع وتضييق على الراغبين في التوثيق لافتتاح الموعد بشكل يجعل الرأي العام يتلقّى مختلف مجريات رفع الستار عن المعرض الدوليّ المقام بالمدينة الحمراء. عبد الإله بنكيران، وهو الذي سبق أن أثار الجدل خلال افتتاح AirShow2012 بسلامه على زوجة السفير الأمريكي السابق بالقُبلات، اختار هذه السنة لفت الانتباه عبر "تصحيح معطَى" للسفير الأمريكي الجديد دَوَايتْ بُوشْ.. وهو ما قبله "الوافد الجديد" لقيادة الدبلوماسية الأمريكيّة بالرباط وهو يردّ باقتضاب "I agree". وكان سفير واشنطن المعتمد بالمغرب قد اعتبر، في كلمة له بمناسبة افتتاحه لفضاءات العرض الأمريكيّة بAirShow2014، أنّ الموقع الاستراتيجي للمغرب، في القارة الإفريقية، يجعل منه "أرضيّة للتوجّه صوب إفريقيا".. إلاّ أن رئيس الحكومة المغريّة اختار التعقيب على كلام بُوش وهو يقُول: "أرحّب بقدُوم السفير الأمريكي الجديد، إلاّ أنِّي أخبره بأنّ المغرب ليس أرضيَّة للراغبين في التوجّه صوب إفريقيَا، بل المغرب هو أفضل بوّابَة لإفرِيقيَا".. وحين حاز بنكِيرَان مصادقة دَوَايتْ بُوش على كلامه أطلق "قهقهَتَه الشهيرة". وورد ضمن كلام سفير واشنطن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل على مساعدة المغرب من أجل تحقيق طموحه في أن يصبح محورا أقليميا بين أوروبا وآفريقيا على مستوى صناعة الطيران.. كما لم يفته التنويه بالتعاون العسكري المغربي الأمريكي، مشدّدا على أنّ المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين، وهي التي اعتيد تنظيمها تحت مسمّى "أسد افريقيا" ونظّمت مؤخرا فوق التراب المغربي بمشاركة 18 دولة، "تعكس رؤية تعزيز التعاون بين البلدين والقدرة على توفير الأمن لسكان المنطقة" وفق تعبير بُوش. وأضاف نفس المتحدّث، خلال ذات الكلمة الافتتاحية للأروقة الامريكيةّ بالمعرض الدولي للطيران بمراكش، أن "المغرب مقتنع بكون قطاع الطيران يشكل عنصرا مهما في استراتيجيته الاقتصادية على الصعيد الإقليمي"، واسترسل: "المغرب يشجع شركات الطيران المدنية والعسكرية للاستفادة من موقعه الجغرافي، وهو ما أثر إيجابا على حجم مبيعاتها وأنشطتها للخدمات الصناعية بطريقة تشكل فرصة ينبغي اغتنامها من طرف الشركات العاملة بهذا المجال". وتخلل حفل افتتاح AirShow2014، المحفل العالمي لصناعة الطائرات وما يقترن بها من خدمات الذي ينظّم بمراكش كل عَامَين، عروض جويّة عرفت مشاركات "فرقة المسيرة الخضرَاء" و"أكِيلا الإسبانيّة" زيادَة على جولات تحليق لآليَات القوات الملكية المغربيّة الجويّة.. هذا قبل أن يتصدّر الجنرال دُوكَوردَارمِي عبد العزيز بنّاني وفد العسكريّين المفتتحين للمعرض، بينما تقدّم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران المدنيّين الوافدين على حفل الافتتاح. جدير بالذكر أنّ المغرب يسعى إلى توسيع مجال الاستثمارات الأجنبية والمحلية في مجال صناعات الطيران، خاصة أنّ ما سبق تحقيقه في هذا المجال يقترن برقم معاملات تجلّى في الصادرات نحو الخارج بقيمة عادلت ال8 ملايير من الدراهم سنة 2013.. ووفقا لإحصائيات حكومية رسمية فإن صادرات المغرب من منتجات قطاع صناعات الطيران قد حقق نموا بنسبة 20 % في السنة الماضية، وهذا مقارنة مع نفس الفترة خلال العام الذي يسبقه.