أيّاماً قليلةً بعد تظاهرةِ "جسدي حقوقي"، التي نظمتها منظمة العفو الدولية فرع المغرب، أمام البرلمان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والتي طالبتْ من خلالها المنظمة بضمان حقوق الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة، شنّ رئيس "أمنيستي المغرب"، محمد المسكاوي، هجوما على حكومة بنكيران، فيما يخصّ تعاطيها مع حقوق المرأة. وقال المسكاوي، خلال الكلمة التي ألقاها في حفل تكريم الناشطة الحقوقية عائشة بلعربي، مساء السبت بالرباط، إن الحكومة الحالية "تتقاعس عن اتخاذ التدابير اللازمة للتصدّي لاستمرار عدم المساواة بين الجنسين"، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن زواج القاصرات، قائلا، بعد أن ذكّر بالأرقام الرسمية التي تشير إلى بلوغ عدد القاصرات المتزوجات أكثر من 40 ألفا، "من العار أن يستمرّ تزويج القاصرات في المغرب". وواصَل المسكاوي انتقاداته لحكومة بنيكران بالقول إنّها إذا استمرّت في مجابهة مطالب المنظمات الحقوقية الداعية إلى سنّ تشريعات لوقف العنف والانتهاكات في حق النساء بالصمت "سيشعرُ الناس بالإحباط". ورغم انتقاده لتعامل الحكومة مع مطالب النساء، إلا أنّ رئيس فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب أشار إلى أنّ "الأحوال في المغرب اختلفت اختلافا بيّنا خلال السنوات الأخيرة". وتابع أنّ التحوّل الذي شهده المغرب، في مجال حقوق المرأة، "جاء بفضل النضالات المستمرّة للمواطنات والمواطنين، "غير أنّ تكاثف الجهود يجب أن يستمرّ، من أجل استئصال كلّ مظاهر العنف ضدّ النساء"، على حدّ تعبيره؛ ودعا المسكاوي الحكومة إلى تنفيذ كافة المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب، وقال "ربيع حقوق الإنسان في المغرب سيزدهر لا محالة". من جهتها قالت منسّقة مجموعة النساء لمنظمة العفو الدولية-المغرب، إنّ هناك حاجة إلى الإصرار على تحطيم كافّة جدران الصمت، وكشف التمييز ضدّ المرأة المغربية، "الذي يتمّ بذريعة مبرّرات ثقافية ودينية"؛ وفي انتقاد مبطّن للإسلاميين أضافت أنّ حقوق الإنسان للمرأة صارت "مُعرّضة للتهديد بفعل الاختيارات المتطرفة التي حملها الربيع العربي".