صدر كتاب جديد للصحفي الاسباني والخبير في قضايا الإرهاب، خوصي ماريا خيل غري، تحت عنوان "البوليساريو: تاريخ جبهة ضد حقوق الانسان والأمن الدولي". الكتاب عبارة عن روبورتاج صحفي مفصل جاء كثمرة جهود دامت لسنوات. حاول من خلاله الكاتب اعطاء نظرة شمولية وتحليل معمق حول ما يسمى ب " جبهة البوليساريو" ومسألة الأمن بمنطقة الساحل والصحراء، وما أصبح يعرف بالجريمة المنظمة القادمة أساسا من أمريكا اللاتينية. ويرى خوصي ماريا أن عناصر البوليساريو تشكل طرفا في هذه الأعمال وتعتبر نفسها كفاعل اساسي وكمرشد ومفاوض. وأضاف المتحدث خلال تقديمه لإصداره الجديد بمدريد أن عمله هذا لا يتحدث عن المواطنين الصحراويين القاطنين بالمناطق الجنوبية للمغرب، ولا يتضمن أية اشارة سلبية في حقهم. بل الأمر يتعلق بحركة تسمى "جبهة البوليساريو" هذا المصطلح الوهمي حيث لم يسبق وعلى مر التاريخ أن وجد إسم لبلد فوق الكرة الأرضية يدعى " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء. الشق الأول منه يتحدث عن موقف الجزائر الغير المنصف لجاره المغرب الذي ساهم في استقلاله من الاستعمار الفرنسي. غير منصف لأن الحكام الجزائريين الجدد لم يقدموا على تسليم اراض كانت تحت سيادة المغرب. كما أن ما سمي انذاك ب " حرب الرمال" هي لحظة تشكل مفهوم مزيف تحول فيما بعد إلى " جبهة البوليساريو" والجمهورية الوهمية. وكان للجزائر دور رئيسي في هذه العملية وفي هذا النزاع المفتعل ولو بطريقة غير معلنة. حيث أنه وبعد تشكل هذه الجبهة ودعمها ماديا، عمد الحكام الجزائريين إلى خلق دولة وهمية لا وجود لها أصلا، وذلك خدمة لمصالحها العليا. أهمها ايجاد مخرج للمحيط الأطلنتي، وزعزعة الاستقرار بالمغرب لتستفيد هي من وضعية جيواستراتيجية قوية. أما الشق الثاني من الكتاب فهو مخصص للكشف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من طرف الجزائر و " جبهة البوليساريو". كونهما السبب المباشر في تشتيت شمل مئات الآلاف من الأسر وذلك مباشرة بعد " اتفاقية مدريد الثلاثية" عام 1975 التي تنص على تسليم الأرض للمغرب. أغلب هؤلاء شاركوا في تحرير الجزائر من قبضة المستعمر الفرنسي. لكن هذه الأخيرة عملت على تفريق العائلات وعلى تضييع موروث ألاف اشخاص عذبوا وقتلوا وسجنوا واجبروا على البقاء بمخيمات تندوف. وفي ذات الشق تمت الاشارة إلى كيف أن " جبهة البوليساريو" انتهكت حقوق مئات الاسبان بسبب عمليات ارهابية متتالية. كما اشاد بدور المغرب الفعال والايجابي وبالتطورات التي شهدتها الاقاليم الجنوبية للمملكة وعلى جميع الاصعدة. وأيضا بمشروع الجهوية الموسعة وبمبادرة المغرب المتمثلة في الحكم الذاتي الفعالة والواقعية وذات المصداقية لإيجاد حل لنزاع الصحراء المفتعل. أما الشق الثالث والأخير فلقد خصص لإبراز دور " جبهة البوليساريو" كطرف أساسي في انعدام الاستقرار بمنطقة الصحراء والساحل نظرا لما تشكله من خطر على الأمن الدولي باعتبارها جزءا في تنامي الارهاب بالمنطقة.. وأوضح الكاتب في تصريح لهسبريس أنه يعاني من مضايقات بسبب مواقفه الواقعية تجاه قضية الصحراء المغربية، لكن هذا لن يثنيه أبدا عن قول كلمة الحق.