أعلن طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة مقاطعتهم للامتحانات التي كان من المرتقب أن تنطلق يوم غد الأربعاء، على الرغم من كل الجلسات التشاورية التي تمت مع ممثلين للحكومة لحلحلة هذه الأزمة التي عمرت لأزيد من 6 أشهر جرت خلالها مقاطعة امتحانات الفصل الأول والتداريب الميدانية والحصص الدراسية من لدن "أطباء الغد". وحسب ما علمته هسبريس من مصادر طلابية، فإن التصويت الذي جرى على مستوى كليات الطب والصيدلة أفضى إلى نتائج تفوق 90 في المائة تخص الطلبة المقاطعين للامتحانات التي سبق أن أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن موعدها منذ أيام، معيدين بذلك الأزمة إلى الصفر بعد أن كانت قريبة من الانفراج فيما مضى خصوصا بعد ملاقاة ممثلي الجهاز التنفيذي. وفي بيان مطول يخص الموضوع، كشفت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة عن "استمرار الطلبة في مقاطعة كل الأنشطة البيداغوجية؛ بما فيها الامتحانات والتداريب الاستشفائية والدروس النظرية والتطبيقية"، مشيرة إلى التمسك بكل "المطالب العادلة والمشروعة". وتساءلت اللجنة ذاتها عن "الجدوى من عرض مقترحات إن لم تكن النية تضمينها ضمن محضر اتفاق كتابي؛ ما يطرح تساؤلات عما إذا كان مماطلة أو إطالة للأمد أو تضاربا في وجهات النظر يقع الطلبة ضحية له، في وقت جرى التفاعل بإيجاب مع الاجتماع الوزاري الذي لم ترقَ مخرجاته إلى تطلعات جموع الطلبة نظرا لتشبث الوزارتين بنهج مبدأ الحوار الصوري المبني على العرض والوعود الشفهية"، موردة أن "شعبة الصيدلة كانت قد صوتت إيجابا على المقترح بنسبة بلغت 90 في المائة، بعد أن تم الاستبشار ببوادر الانفراج". وزاد المصدر ذاته: "في الوقت الذي كنا نمني النفس بالتوصل إلى أجوبة شافية للتساؤلات التي طرحها الطلبة خلال الجموع العامة التي بلغناها بأمانة عبر الوساطة الحكومية فإذا بنا نتفاجأ بخطوة أحادية أخلّت بالتزاماتنا المشتركة تتمثل في إعادة برمجة الامتحانات مباشرة بعد عيد الأضحى في استغلال صريح لتضارب آراء الطلبة ومحاولة شق الصف الداخلي الذي لم يعرف إلا الوحدة والصمود". وأمام هذه الوقائع، لفت الطلبة إلى تشبثهم المطلق بالمكاتب المحلية ومجالس الطلبة القانونية والمشروعة وعدم التخلي عن ممثليهم الموقوفين وكذا المكررين باعتبار وحدة المصير، على أن يتم تسطير برنامج نضالي ميداني مباشرة بعد الامتحانات مع تأسيس خلايا استماع لتجاوز الضرر النفسي بعد حملات الترهيب والتضييق". وتأتي هذه التطورات الجديدة بعد أن تم الترحيب قبل حوالي أسبوعين بتوقيع محضر اتفاق مع الحكومة يقضي بإنهاء الأزمة وتجنب موسم دراسي أبيض، حيث وافق طلبة الصيدلة وقتها بنسب فاقت ال90 في المائة على مقترحات الحكومة؛ فيما صوت آنذاك طلبة الطب بنحو 50,45 في المائة ضد هذه المقترحات، في وقت كانت اللجنة الوطنية قد اشترطت إلغاء العقوبات المطبقة في حق عدد من الطلبة مقابل العودة إلى الدراسة واجتياز الامتحانات. وجرى خلال الاجتماع الذي جمع ممثلي الطلبة بوزراء الأسبوع الماضي تحديد موعد بداية الامتحانات في يوم ال26 من الشهر الجاري، أي غدا الأربعاء؛ غير أن ذلك لقي معارضة من لدن الطلبة الذين تشبثوا بالاتفاق بتشاركية على موعد دقيق للامتحانات يراعي تعثرات الموسم وضرورات التحضير الجيد لهذه المناسبة الأكاديمية. ويبدو أن خطوات الطلبة في اتجاه مقاطعة الامتحانات تظل معززة بدعم متواصل للآباء الذين لا يزالون يدعمون قرارات أبنائهم حيال هذا الملف. وفي هذا الصدد، أكد محمد جوهاري، أب طالبةٍ تتابع دراستها بكلية الطب، "وقوف الآباء إلى جانب أبنائهم في هذه المعركة حتى آخر رمق، حيث إن كل قرارتهم تظل مدعومة وتحظى بالدعم الأبوي اللازم، ولا يمكن أن نعاكسهم في شيء". وأضاف جوهاري، مصرّحا لهسبريس، أن "التخلي عن دعم الأبناء خلال هذه الفترة يمكن أن يكون أكبر خطأ ما دام أنهم مقتنعون بصوابية قراراتهم في وقت لم تكشف الحكومة عن نوايا واضحة بخصوص الحلول التي تقترحها؛ وهو ما يبرهن عليه عدم توقيعها محاضر اتفاق مع الطلبة لضمان الالتزام من كلا الطرفين". واعتبر المتحدث أن "هناك ثقة تامة من الآباء في القرارات التي يتم اتخاذها بخصوص إنهاء هذه الأزمة، حيث هناك مواكبة مستمرة ودقيقة لنتائج التصويت التي تتم على مستوى الكليات، في وقت نستمر في الإنفاق عليهم على الرغم من توقف الدراسة"، مؤكدا "الحاجة إلى ديبلومات في المستوى يجب أن يتم تمكين الطلبة منها عوضا عن تقليص مدد تكوينهم". وكان عبد اللطيف ميرواي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، خاطب من منصة مجلس النواب طلبة الطب والصيدلة من أجل العدول عن مقاطعتهم للدراسة والتكوين، حيث لفت وقتها مستعملا لغة مشددة إلى أن "الامتحانات ستكون في وقتها ولن تمون هنالك فترات استدراكية للمتغيبين"، مستبعدا "إعادة سيناريو 2019′′، منبها إلى أن "الوضع لا يبشر بخير وتمديد المقاطعة لا يسمح لنا بإيجاد بدائل جديدة تفاديا لخسائر فادحة".