أكدت حركة حماس الإسلامية، الإثنين، مواصلة المفاوضات ب"إيجابية وقلب منفتح" رغم دعوة إسرائيل سكان المناطق الشرقية من رفح إلى إخلائها، ما يزيد المخاوف من حصول هجوم برّي. وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، لوكالة فرانس برس: "قيادة الحركة في حالة تشاور داخلي وفصائلي بعد جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة"، وأضاف: "مستمرون بإيجابية في المفاوضات وبقلب منفتح للوصول إلى اتفاق كامل غير مجتزأ يقضي بوقف دائم لإطلاق النار وتحقيق مطالب شعبنا". ودعا الجيش الإسرائيلي الإثنين سكان المناطق الشرقية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة إلى إخلائها. وألقى الجيش منشورات ورقية على الأحياء الشرقية لمدينة رفح جاء فيها: "جيش الدفاع الإسرائيلي سوف يعمل بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطقكم، مثلما فعل حتى الآن". وتضمّنت المنشورات أيضا تحذيرا بأن "كل من يتواجد بالقرب من المنظمات الإرهابية يعرّض حياته وحياة عائلته للخطر". وتجري مصر وقطر والولايات المتحدة وساطة في محاولة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وتركّز مباحثات الهدنة على وقف القتال لمدة أربعين يوما وإفراج حماس عن رهائن محتجزين لديها منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل. والأحد، انتهت جولة المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين دون إحراز تقدم. وقالت حماس إن وفدها المفاوض سيعود إلى القاهرة الثلاثاء لاستئناف المباحثات. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد الأحد أن بلاده لا يمكن أن تقبل طلب حركة حماس إنهاء الحرب في قطاع غزة كشرط للموافقة على مقترح الهدنة. ويتمسّك نتانياهو بتنفيذ هجوم على رفح رغم المناشدات الدولية بعدم الإقدام على هذه الخطوة خشية على حياة المدنيين الذين يصل عددهم بفعل موجة النزوح خلال الحرب إلى نحو 1,2 مليون نسمة، وفق الأممالمتحدة. واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شنّ حماس في السابع من أكتوبر هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخطف أكثر من 250 شخصا مازال 129 منهم محتجزين في غزة، وتوفّي 35 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين. وتنفّذ إسرائيل، ردّا على الهجوم، حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبّب في سقوط 34683 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.