شكل موضوع "القيم وترشيد الاستهلاك في المجتمع" محور ندوة علمية نظمت، أمس الأربعاء في وجدة، بمبادرة من المجلس العلمي المحلي. وتندرج هذه الندوة، التي نظمت بشراكة مع مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، في إطار الأنشطة العلمية المقامة من قبل المجلس بمناسبة شهر رمضان المبارك. وأكد محمد المصلح، رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، أن هذه الندوة، التي تندرج ضمن سلسلة الأنشطة التوعوية للمجلس بمناسبة الشهر الفضيل في إطار تنزيل خطة "التبليغ من أجل حياة طيبة"، تروم، بالخصوص، التحسيس بمخاطر الاستهلاك السلبي وغير المرشد الذي لا تحكمه قواعد أخلاقية وصحية؛ وذلك بإشراك خبراء اقتصاديين وفي مجال التغذية. وفي هذا الصدد، توقف المصلح عند النصوص الشرعية المؤطرة لمفهوم الاستهلاك كظاهرة اجتماعية، والوسائل المادية والمعنوية لتحصين وتحقيق الأمن الغذائي في الإسلام، وكذا كيفية حماية المستهلك من الناحية الشرعية. من جهته، أشار سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، إلى أن هذه الندوة تأتي في سياق خاص يطبعه النمط الاستهلاكي المتغير خلال هذا الشهر الكريم الذي يلاحظ فيه توجه عام لدى المواطنين، في غالب الأحيان، إلى تغير في نمط الاستهلاك يؤثر عليهم وعلى مستوياتهم في الدخل والاستهلاك، وكذا في صحتهم. ولفت بودينار الانتباه إلى أن اللقاء شكل مناسبة لمناقشة الموضوع من جوانب متعددة؛ بما في ذلك الجانب الديني والصحي والاجتماعي. بدوره، اعتبر يوسف كصير، رئيس جمعية حماية المستهلك بجهة الشرق، أن الاستهلاك في شهر رمضان يشكل ظاهرة اقتصادية موسمية، بما تتميز به هذه المناسبة من الإنفاق وعدم الترشيد وكذا الاستهلاك المفرط والتبذير الغذائي، مما يتنافى ومبادئ الصيام وفضائله، مبرزا أن هذا البذخ يتميز دائما بزيادة المصاريف بشكل لافت وهدر غذائي مثير للقلق؛ الأمر الذي يؤثر على ميزانية الأسر وعلى البيئة. ودعا الفاعل المدني ذاته، في هذا الصدد، إلى ترشيد الاستهلاك، خاصة في هذا الشهر الكريم، عبر تحفيز المستهلكين على ترشيد نفقاتهم، وزيادة الوعي الاستهلاكي للأسر، وإرساء قواعد الوجبات بشكل كامل وبعناية فائقة، وكذا تحديد لوائح الحاجيات الأساسية؛ وهو ما من شأنه أن يجعل هذا الشهر مناسبة استثنائية لمسؤولية اجتماعية وتربوية وبيئية.
