المطبات الهوائية أثناء الرحلات الجوية ظاهرة شائعة، لكنها تزايدت في الفترة الأخيرة. تحدث معظم المطبات الهوائية في صورة اهتزازات خفيفة فقط في بدن الطائرة، وتراجع طفيف في ارتفاعها. ولكن في حالات نادرة قد يصاب ركاب الطائرة وطاقمها. ناهيك عن ظاهرة "المطبات الهوائية الصافية" التي غالبا ما تحدث بدون أي إنذار مسبق، وحتى قبل أي فرصة لربط حزام الأمان. وبحسب دراسة أجريت في عام 2023 بجامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، فقد تزايدت مثل هذه المطبات الهوائية خلال العقود الأخيرة. وفي عام 1979، بلغ حجم المطبات الهوائية الصافية 467 ساعة فوق شمال الأطلسي، بينما بلغ حجمها 547 ساعة في عام 2020. وفيما يلي، شرح يقدمه بعض الخبراء للمطبات الهوائية: أولا، أهم أسباب حدوث المطبات الهوائية هو "التيارات النفاثة"، بحسب ينس هايدر، وهو مهندس طيران وطيار في "مركز الطيران والفضاء الألماني". ويوضح هايدر أن "التيارات النفاثة" هي "حقول رياح قوية في طبقة التروبوسفير العليا، تقع على ارتفاع يتراوح بين 8 و12 كيلومترا، يمكن أن تختلف قوتها بشكل كبير بناء على منطقة وموسم حدوثها"، مشيرا إلى أن التيارات النفاثة تنشأ نتيجة للاختلافات الأفقية في درجات الحرارة في الغلاف الجوي. ومن الممكن أن تنشأ المطبات الهوائية في مناطق العواصف الرعدية وما حولها، في ظل ارتفاع الهواء الدافئ وهبوط الهواء البارد. وفي حال كان ذلك ممكنا، يحاول الطيارون التحليق بالطائرة حولها لتفاديها. ثانيا، ما هي "المطبات الهوائية الصافية؟" إنها مطبات هوائية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وذلك بسبب وقوعها في هواء خال من السحب. وتحدث بسبب اصطدام كتل هوائية مختلفة للغاية، بسرعات متفاوتة للغاية. ثالثا، ماذا يحدث عندما يكون هناك جيب هوائي أثناء حدوث المطبات الهوائية؟ تسقط الطائرة بشكل مفاجئ. ويشير هايدر إلى أنه في هذه اللحظة، "تحلق الطائرة في منطقة حيث يغرق الهواء في كل مكان من حولها، وبالتالي تغرق الطائرة أيضا". والسؤال هو، هل يمكن للطائرة أن تتحمل مثل هذه الضغوط في حال حدوثها؟ عندما يحدث ذلك، تنحني أجنحة الطائرة، ويهتز بدنها. وقد يعتقد المرء أنه من الممكن أن تتفكك الطائرة إذا حدثت مطبات هوائية قوية. ولكن هايدر يبعث برسالة طمأنينة بهذا الشأن، حيث يقول إنه في ضوء اللوائح الصارمة الخاصة بتصنيع الطائرات، الموجهة بشكل أمني للغاية للطائرات الحديثة، فمن غير المرجح تماما أن تتفكك الطائرة. ولا تعد المطبات الهوائية أمرا مجهولا تماما للطيارين، إذ إن التوقعات الجوية التي تتوفر لديهم أثناء التحضير لرحلة الطيران تعني أنهم يعرفون أين يمكن توقع حدوث المطبات الهوائية المحتملة.