من أكادير عاد رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، إلى بداياته السياسية بجهة سوس ماسة، متذكراً مع ما يفوق 1600 من منتخبي ومنتخبات حزبه بهذه الجهة الملتمئين بأكادير ضمن فعاليات المنتدى الجهوي العاشر للفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، بعض تفاصيل مساره السياسي الذي أوصله إلى رئاسة الحكومة سنة 2021. "قبل تولّي المسؤولية الحكومية كنت بدوري منتخَبا معكم هنا في هذه الجهة العزيزة على الملك والمغاربة. هذا بالنسبة لي نكهة خاصة، ولديّ كل الجرأة لقول ذلك"، يسترجع أخنوش مُعتَمراً قبعة "رئيس جماعة أكادير" فيما يشبه "فلاش باك". وتابع قائلا: "معكم كلكم في سوس تعلّمتُ السياسة، وأنا مَدينٌ لكم بهذا". "سوس علّمَتني السياسة" "زُرت مختلف الجهات عبر جولات سابقة لمنتدى المنتخبين التجمعيين ترأستُها بصفتي رئيسا للحزب ورئيسا للحكومة، لكن في هذا المنتدى أنا حاضر اليوم بصفتي منتخبا كذلك (رئيس بلدية أكادير)، وبالتالي فهذا الاجتماع له نكهة خاصة"، يقول أخنوش، "بحكم أني كنت عضوا جماعيا في تافراوت، ثم عضوا في المجلس الإقليمي لتزنيت، ونجحت في الانتخابات البرلمانية بتزنيت، كما كنتُ رئيسا لجهة سوس ماسة". ولم يفت رئيس "الأحرار" أن يشيد بحصول منتَخَبي حزبه بجهة سوس في الانتخابات الأخيرة على 270 ألف صوت، و"هذا بفضل الثقة التي وضعها فيكم المواطنون، وهو ما يفوق ما تحصل عليه بعض الأحزاب"، يضيف المتحدث في تلميح دال. وخاطب أخنوش المنتخبين الحاضرين من أقاليم الجهة قائلا: "يجب أن تعرفوا أنكم لستم وحدكم في التسيير، تُسيرون المجالس المنتخبة إلى جانب الأغلبية، ويجب أن تحافظوا عليها كما أنا محافظ عليها في الحكومة". "تدبير الماء" أكبرُ إشكاليات الجهة "أكبر إشكالية تواجهها جهة سوس ماسة هي إشكالية تدبير ندرة المياه"، يؤكد رئيس التجمعيين، منبهاً إلى تداعيات توالي سنين الجفاف في ظل شح وإجهاد خطيريْن، وأبرز أن "المحطة الحالية لتحلية مياه البحر بمنطقة اشتوكة آيت باها لم تعد كافية، ولذلك يجب توسعتها بحكم أن الطلب على الماء أصبح كبيرا". وتابع قائلا: "مدينة تيزنيت تحتاج بدورها إلى محطة لتحلية مياه البحر، لا يجب أن تكون موجهة فقط إلى الماء الصالح للشرب، بل أيضا إلى قطاع الفلاحة، ونحن اليوم نشتغل على إخراج هذه المحطة إلى حيز الوجود، خاصة أن الدراسات المتعلقة بهذه المحطة بدأت"، لافتا إلى أن "منطقة تارودانت مهددة كذلك بندرة الماء، ولذلك تحتاج هي الأخرى إلى محطة لتحلية مياه البحر. مع الأسف، ضيعنا في السابق الكثير من الوقت لإخراج هذه المحطات، واليوم يجب أن نتحلّى بالجدّية لإخراجها في أقرب وقت". "الحكومة لا تبيع الوهم" وفي ختام كلمته توقف أخنوش عند موضوع العمل الحكومي، مؤكدا أن حكومته "لا تبيع الوهم للمغاربة، بل تبيع إجراءات ملموسة، فالتأمين الإجباري عن المرض ساري التنفيذ، واستفاد منه جميع المغاربة كما حدد ذلك الملك مع متم شهر دجنبر 2022. ومع متم شهر دجنبر 2023 دخل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر بدوره حيز التنفيذ، واليوم تستفيد الأسر من منحة مالية تتراوح بين 500 و1000 درهم شهريا، بما يمكّنها على الأقل من ضمان الحد الأدنى لكرامتها". وذكّر المسؤول ذاته بحصيلة "دعم الأسر الذي استفاد منه مع متم دجنبر الماضي أزيد من مليون عائلة، ومع متم شهر يناير الجاري يمكن أن يرتفع الرقم بكثير، وسنعرف هذا الرقم مع متم هذا الشهر". "وبالإضافة إلى الحماية الاجتماعية، نحن نعمل بقوة على إصلاح قطاع الصحة"، يتابع أخنوش، مُشيرا إلى تأهيل المستشفيات العمومية ومستوصفات القرب، التي قال إن حكومته تشتغل على هذا الموضوع "بشكل جدي". ومن أكادير لم يتوان أخنوش عن إعلان رهان حكومته الكبير على قطاع الاستثمار، "لنُحرّك عجلة الاقتصاد ونخلق فرص الشغل، مع العلم أن خلق المزيد من فرص الشغل هو التحدي الذي سترفعه الحكومة في السنوات المقبلة"، قبل أن يضيف قائلا: "في ظرف أقل من سنة نجحنا في إخراج ميثاق الاستثمار، وبموجبه نمنح 30 بالمائة لكل مستثمر يرغب في إنجاز مشروعه، وبهذه الطريقة ستتحرك عجلة التنمية".