آمال عريضة تعلقها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على "مدارس الريادة" لتحسين جودة التعليم بالمدرسة العمومية، وذلك في إطار تنزيل "خارطة الطريق 2022-2026" التي أطلقتها الوزارة، والتي تهدف بالأساس إلى الرفع من نسب التحكم في التعلمات الأساس، وتعزيز التفتح لدى التلميذات والتلاميذ وتقليص نسب الهدر المدرسي. الآمال التي تعلقها الوزارة الوصية على "مدارس الرياضة"، جرى التعبير عنها خلال زيارة تفقدية قام بها الوزير شكيب بنموسى، صباح اليوم الثلاثاء، للوقوف على سيْر الدورة التكوينية المنظمة لفائدة أساتذة التعليم الابتدائي بمؤسسات الريادة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، والتي تتم بمركز الفتح الجهوي للتربية والتكوين بالرباط. وفي تواصل مع وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، نوّه الأساتذة المستفيدون من الدورة التكوينية بتجربة "مؤسسات الريادة"، مؤكّدين أنها مكّنت من تحسين مستوى التلاميذ المتمدرسين فيها بشكل كبير، بفضل طرق التدريس الجديدة المعتمدة، التي نقلت التلميذ من موقع المتلقي إلى موقع المشارك والمتفاعل، فضلا عن تحسين شروط عمل الأساتذة. وأفاد أحد المسؤولين التربويين المشرفين على الدورة التكوينية المنظمة لفائدة أساتذة التعليم الابتدائي بمؤسسات الريادة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، بأن مستوى تلاميذ مؤسسات الريادة تحسّن بنسبة تتراوح ما بين 20 و30 في المئة مقارنة مع مستوى تلاميذ مؤسسات التعليم "العادية". في الإطار ذاته، قالت أستاذة مستفيدة من التكوين إن التلاميذ الذين تدرّسهم "لا يجدون فقط سهولة في إنجاز العمليات الحسابية، بل أصبح لديهم وعي وفهم للأعداد وتمثّلها بفضل الطريقة الجديدة في التدريس والمقررات المعتمدة"، مضيفة أن التلاميذ أصبحوا يتنافسون على الإجابة على الأسئلة التي تطرحها عليهم. شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قال إن منهجية التدريس الجديدة المعتمدة في مدارس الريادة، تسهّل عمل الأساتذة داخل الفصول الدراسية، مشيرا إلى أن هذه التجربة مكّنت من تحقيق نتائج إيجابية على مستوى تمكين التلاميذ من التعلمات الأساسية، مضيفا أن "ثمار هذا المجهود ستجنيها الأجيال المقبلة". واعتبر بنموسى، في تصريحات للصحافيين، أن من مميزات مؤسسات الريادة، كون منهجية التدريس بها تعتمد على التدرّج في تلقين الدروس، كما أن الأستاذ لا ينتقل من درْس إلى آخر إلا بعد التأكد من أن غالبية التلاميذ استوعبوا الدرس، مبرزا أن "هذا الأمر له أثر جد إيجابي بالنسبة لتعلمات التلاميذ". ويبلغ عدد مدارس الريادة الموجودة حاليا 628 مؤسسة، تضم 12 ألف إطار تربوي، من أساتذة ومفتشين ومديرين، وتطمح الوزارة إلى توسيع التجربة ليصل العدد إلى 2000 مؤسسة في الدخول المدرسي المقبل. من جهتها، قالت صفية الإفريقي، أستاذة التعليم الابتدائي بالرباط، انطلاقا من تجربتها، إن مدارس الريادة مكنت من تذليل عدد من الصعوبات التي كانت تواجه التلاميذ، معتبرة أن النتائج المحققة إلى حد الآن "جدّ طيّبة"، مرجعة سبب ذلك إلى العُدّة التي وفرتها الوزارة للأساتذة، التي سهّلت على التلاميذ فهم الدروس. وذهبت المتحدثة ذاتها إلى القول: "لست مدعوّة إلى التنويه بهذه التجربة؛ تكفي الفرحة التي أراها في عيون تلاميذي لتأكيد ذلك"، موردة أن ما يميز منهجية التدريس في مدارس الريادة، "الاعتماد أكثر على الشفوي، وهو ما يعزّز مشاركة التلاميذ والتفاعل داخل الفصول الدراسية". وفي الوقت الذي جرى فيه التنويه بتجربة مؤسسات الريادة، ما زالت هناك بعض الإكراهات التي تواجه الأساتذة، في مقدمتها ضعف صبيب الإنترنت في الأقسام، وهو ما يؤثر سلبا على سير عملهم. في هذا الإطار، وجهت عائشة هناوي، مفتشة تربوية للتعليم الابتدائي بمديرية الرباط، نداء إلى وزارة التربية الوطنية لتزويد المؤسسات التعليمية بصبيب الإنترنت، قائلة: "إنه مهم جدا في تيسير هذه العملية، لأن هذا المشروع فيه محور كبير يركز على الرقمنة. نتمنى أن تستجيب الوزارة لهذا المطلب". ونوّهت هناوي بالتفاعل السريع للمصالح المركزية للوزارة مع ملاحظات الأساتذة والمفتشين المشتغلين في مدارس الريادة، مبرزة أن الوزارة تحيطهم بمواكبة دائمة ومستمرة، عبر زيارات مستمرة للفصول الدراسية والإنصات إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم والتفاعل معها.