طريقة جديدة معتمدة في الدعم التربوي، تنزيلا لخارطة طريق إصلاح منظومة التربية الوطنية 2022-2026، جرى اليوم الثلاثاء بالرباط تقديم وتقاسم نتائج المرحلة الأولى منها في إطار "مشروع الدعم التربوي"، وذلك في أفق تعميمها على جميع جهات ومدارس المغرب، وفق مقاربة "Teaching at the Right Level" (المعروفة اختصارا ب TaRL) أي "التدريس وفق المستوى المناسب". وجرى اللقاء بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، والوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية محمد دردوري، فضلا عن مدراء مركزيين بوزارة التربية الوطنية، وممثلين عن هيئة التفتيش وعن الأساتذة الذين استفادوا من تكوين ومواكبة من فريق هندي متخصص قصد تطبيق هذه المقاربة الجديدة في الدعم التربوي للمتعلمين. بنموسى أبرز في كلمة له بالمناسبة أن اعتماد هذه المقاربة، "جاء مبنيا على تشخيص تم السنة الدراسية الماضية ببعض مؤسسات التعليم الابتدائي في المغرب"، مشددا على "ضرورة الدعم الاستدراكي للتعلمات التي يتلقاها بعض التلاميذ الذين يجدون صعوبات عند انطلاقة كل سنة دراسية". ويسعى وزير التربية الوطنية، حسب ما صرح به في اللقاء نفسه، إلى دعم جهود مختلف مصالح قطاعه الحكومي، الذي قال إنه ماض في تنزيل مقتضيات ومضامين جاءت بها "خارطة طريق تجويد المدرسة العمومية" الممتدة إلى عام 2026، وذلك عبر "توسيع تجربة العمل بالمقاربة الهندية في الدعم التربوي المسماة TaRL في 2023 إلى مدارس أخرى، في أفق تعميم العمل بها ابتداء من الموسم الدراسي 2023/2024". ولم يفت بنموسى التنويه بهذه المنهجية، مؤكدا أهمية "الاستفادة من التجارب الدولية وجعلها متطابقة مع الواقع المحلي وخصوصيات التدريس في المغرب، حسب المستويات كما المناطق"، مشيدا، في هذا الصدد، ب"مجهودات كل من هيئة المفتشين ومديري المؤسسات التعليمية وجميع الأساتذة الذين انخرطوا-بالإضافة إلى مسؤولياتهم وعملهم اليومي-في هذه العملية بالمستويات الابتدائية المعنية (الثالث والرابع والخامس)". كما أكد المسؤول الحكومي ذاته أن هدف هذه المبادرات والمشاريع النموذجية، يظل هو "رهان استرجاع الثقة في المدرسة العمومية وجودتها"، وكذا وضع كل الطرق الكفيلة وآخر الممارسات الفضلى في العملية التعليمية التعلمية في خدمة التلاميذ وتجويد التعلمات. خصائص "مقاربة TaRL" بسط بعض المفتشين في عرض أمام الحاضرين في اللقاء المذكور، أهم الخصائص المميِّزة لمقاربة "TaRL" كما تعتمدها المؤسسة الهندية "pratham" (براثام للتربية والتعليم)؛ إذ يتم "استهداف معالجة التعثرات المتراكمة لدى المتعلمات والمتعلمين باعتماد تشخيص دقيق بواسطة رائز بسيط بشكل فردي". وبعد تشخيص مستوى وأداء كل تلميذ، يتم "تفييئ المتعلمين وفق مستوى الأداء واعتماد أنشطة تفريدية باعتماد مبدَأيْ التفاعل واللعب البيداغوجي"، كما تتسم هذه الطريقة في الدعم التربوي ب "تبني البعد الإنساني المؤطر للعلاقة بين متعلم وأستاذ". تجربة "نموذجية" في أفق التعميم وفي تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، أبدى مفتشون تربويون وأساتذة خضعوا لتكوين من طرف فريق خبرة هندي منذ أبريل 2022، تاريخ الانطلاقة الأولى للمشروع، تفاعلهم الإيجابي ورضاهم على ما تمّت ملاحظته من تحسن في أداء ومستوى التلاميذ المستهدفين المتعثرين في مسارهم، لاسيما مستويات ابتدائية معينة في مواد اللغات العربية والفرنسية والرياضيات. وخلال ماي الماضي، جرى عقد لقاءات تكوينية لفائدة المواكبين (51 مفتشا تربويا)، ثم في يونيو تم تكوين عدد من الأساتذة بلغ 600، قبل أن يتم إطلاق النموذج التجريبي في 200 مؤسسة تعليمية مع أكثر من 15.000 مستفيد في شتنبر المنصرم (الدخول المدرسي الحالي). وحسب المعطيات التي جرى تقديمها أثناء اللقاء وحصلت عليها هسبريس، فإن "نموذج تقويم الأداء" يرتكز على "مواءمة الرائز وفق الخصوصيات الوطنية، وقد استفاد منه 30 ألف تلميذ وتلميذة طيلة شهر شتنبر؛ استفاد 50 في المائة منهم من أنشطة TaRL و50 في المائة من أنشطة الدعم المألوفة". وقد تم التحقق من نتائج الرائز من طرف المفتشين المواكبين، بمساعدة فريق إحدى الجمعيات، قبل أن يختتم نموذج الأداء بإجراء تقييم موضوعي من خلال مقارنة نتائج الجهات القائمة به.