في سابقة هي الأولى من نوعها منذ حرب أكتوبر 1973، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على إعلان حالة الحرب رسميا، وبالتالي القيام بعمليات عسكرية كبيرة، وذلك وفقا للمادة 40 من قانون الحكومة الإسرائيلية. وأمس السبت، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في "حالة الحرب" عقب اندلاع مواجهات جديدة بين إسرائيل و"حماس" التي تسيطر على غزة. وقامت الحركة بإطلاق صواريخ وتنفيذ عمليات توغل وأسر في أراضي إسرائيل. وردت الأخيرة بشنّ غارات على القطاع المكتظ بالسكان، الذي تحاصره منذ أعوام. وجاءت العملية على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأتت غداة حلول الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973. كما أتت في ظل مسعى لإبرام اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب، سيكون في حال إنجازه الأحدث في سلسلة تفاهمات بين إسرائيل ودول عربية في الأعوام الأخيرة. وارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 600، بينهم 44 جنديا و30 شرطيا، في ظل مواجهات مستمرة منذ فجر السبت بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية بقطاع غزة. ومنذ الصباح، تتواتر إحصاءات متصاعدة بشأن القتلى، إذ سبق وأفادت القناة "12" الإسرائيلية بمقتل 500، بعد حصيلة أخرى ب350 قتيلا. ونشر الجيش الإسرائيلي، الأحد، أسماء 44 جنديا قال إنهم قتلوا في الاشتباكات مع حركة "حماس"، بينما أفادت الشرطة، عبر بيان، بأن من إجمالي القتلى 30 شرطيا، بينهم ضباط، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 313 فلسطينيا وإصابة 1990 آخرين. وفجر السبت، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة. وبدأ الجيش الإسرائيلي في المقابل عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.