قوبِلت منظومة "مسار" المعلوماتية التي تم الإعلان عنها من طرف وزارة التربية الوطنية، برفض واسع من طرف التلاميذ المغاربة تُرجِم إلى مقاطعة الحصص الدراسية ووقفات احتجاجية حاشدة في مختلف مدن المغرب تعدَّتها إلى أعمال شغب واستهداف مؤسسات تعليمية وتخريبها. الكسول في خطر..! التلاميذ المحتجون رفعوا شعارات من قبيل " هذا عيب هذا عار ..الكسول في خطر" إلى جانب أخرى منددة بالمنظومة المعلوماتية، مطالبين في الوقت ذاته بإصلاح البنيات التحتية للمؤسسات وتحسين وضعيتهم التعليمية قبل التفكير في تطبيق منظومة "مسار"، وأبدوا تخوفهم من الضَّرر الذي قد يلحق بنقاطهم بعد تسرب إشاعات عن إلغاء نقاط المشاركة والمواظبة والسلوك. من جهتها، أكدت وزارة التربية الوطنية أن استعمال هذه المنظومة، لن يكون له أي تأثير على النتائج المحصل عليها عكس ما يجري تداوله والترويج له من شائعات في صفوف المتعلمين والمتعلمات، والتي تهدف إلى اِطلاع الآباء وأولياء الأمور بمواعد فروض المراقبة المستمرة واستعمالات الزمن الخاصة بأبنائهم، فضلا عن الحصول على النتائج الدراسية لبناتهم ولأبنائهم وتتبع تحصيلهم الدراسي في أفق تحسين أدائهم؛ من خلال ولوج البوابات الإلكترونية للمؤسسات التعليمية. تربويون بين التأييد والتنديد الأستاذ محمد ايت ايشو من ثانوية مولاي رشيد التأهيلية بمدينة ورزازات، يرى أن "مسار" يسعى إلى اعتماد طرق عمل جديدة للتدبير والتواصل بالمؤسسات التعليمية، ويصبُّ في مصلحة التلميذ والمدرس والمسؤول عن التتبع وكذا الآباء والأمهات وأولياء الأمور، إضافة إلى رقمنة العملية التربوية وتسهيل الحصول على معطيات تتعلق بمسار التلميذ منذ السنة الأولى ابتدائي إلى البكالوريا. الناشط التربوي، قال لهسبريس إن المغرب متأخٍّر في اعتماد مثل هاته البرامج في العملية التربوية حيث كان من الممكن أن تتم هاته العملية منذ فترات سابقة أسوة ببعض الدول المجاورة كتونس مثلا وبخصوص احتجاج التلاميذ على ذات المنظومة، يرى الأستاذ أن إشاعات لا أساس لها من الصحة إضافة إلى غياب استراتيجية فعالة في التواصل من طرف الوزارة تشرح البرنامج قبل اعتماده كان من بين اسباب رفض التلاميذ ل"مسار"، مشيرا إلى أن بعض الأساتذة يرون في "مسار" تهديدا لمصالحهم الشخصية متمثلة في ساعات الدعم الإجبارية التي تفرض على التلاميذ مقابل الحصول على نقط غير مبررة، ناهيك عن بعض الأساتذة الذين يتخوفون من كل ما هو رقمي بسبب ضعف التكوين في المجال. وانتقد أساتذة آخرون المنظومة، معتبرين إياها مفتقدة للشُّروط اللازمة، " كثير من المؤسسات التعليمية لا تتوفر على شبكة الكهرباء، كما أن العديد من الأساتذة لا يتوفرون على حواسيب، ناهيك عن ضعف صبيب الإنترنيت ومشكل خادم الموقع والضغط الممارس عليه والأخطاء التقنية التي قد تنسف المعدلات العامة" وفق تعبيرهم. من جهتهم، يرى مدراء بعض المؤسسات التعليمية أن بوابة مسار تفتح بصعوبة كبيرة، متسائلين عن إمكانية اطلاع العدد الهائل من آباء التلاميذ وأوليائهم على نقط أبنائهم عبر ذات البوابة، مشيرين إلى أن افتقار الإدارة التربوية لأطر تقنية مؤهلة للتعامل مع الحاسوب بكل سلاسة يقف عائقا في وجه نجاح المنظومة، " مدير المؤسسة التربوية هو بالدرجة الأولى مؤطر تربوي وليس رئيسا لمصلحة تقنية؛ من هنا يتعين على الوزارة تزويد المؤسسات التعليمية بالأطر التقنية للمساعدة على تأهيل الإدارة التربوية". آباء وأمهات يثمنون "مسار" سجلت السيدة أمينة والدة لثلاثة أطفال متمدرسين، أن ذات المنظومة ستمكِّنها من متابعة المسار التعليمي لأبنائها ونقط المراقبة المستمرة، إضافة إلى المجهود المبذولة من طرف الأساتذة داخل القسم وإلزامهم بوضع نقط التلاميذ حسب مستوياهم بدون "النفخ" فيها ولا تقليصها من أجل إجبار التلاميذ على الالتحاق بالساعات الإضافية الليلية". أما عبد الكريم، فاعتبر أن الخطوة إيجابية تمكن الآباء من متابعة سلوكيات أبنائهم ومدى انضباطهم وحضورهم إلى الفصول الدراسية، ومعرفة نقاطهم ومستواهم الدراسي عن كثب". "مسار" .. منظومة لسنوت جدير بالذكر، أن منظومة "مسار" ليست وليدة اليوم، فمن المقرر لذات المنظومة التدبيرية أن يتم تنزيلها عبر مراحل خلال فترة قد تصل إلى 5 سنوات، حيث لا زالت في مراحلها الأولى التي تهم الإدارة التربوية فقط يعمل خلالها مدراء المؤسسات التعليمية بمسك كافة المعطيات بعد خضوعهم لدورات تكوينية، فضلا عن تكوين الأطر المكلفة بالإشراف عليه في النيابات والأكاديميات مند سنتين خلت.