شاد رئيس منتدى أئمة فرنسا، حسن الشلغومي، اليوم السبت، بالاحتفالات الدينية الموسمية في "كنيس الغريبة" اليهودي جنوبتونس، مشيرا إلى أنها تمثل ردا على المتطرفين وأعداء الإسلام. وقال الشلغومي، الذي يشارك في احتفالات الكنيس الذي يقع في جزيرة جربة جنوبيتونس، إن هذه التظاهرة هي محفل سنوي للسلام والتعايش، وتمثل ردا على المتطرفين الذين لا يؤمنون بتعدد الديانات في الأراضي المسلمة. وأضاف الشلغومي، في تصريح لإذاعة "شمس إف إم" الخاصة، أن "زيارة كنيس الغريبة هو دليل على أن حرية الدين والمعتقد موجودة في الثقافة والدين الإسلامي". وبدأ موسم زيارة اليهود إلى الكنيس الأقدم والأشهر في شمال إفريقيا منذ أول أمس الخميس. وتصل الاحتفالات ذروتها يومي 8 و9 من الشهر الجاري، وتشهد موكب "الخرجة" وطقوس الزيارة. ويتوافد زائرون في رحلات من دول أوروبية أساسا، بالإضافة إلى المئات من اليهود القاطنين في جزيرة جربة؛ كما تستقطب الاحتفالات يهودا من إسرائيل من أصول تونسية. وقال الشلغومي: "جربة جزيرة السلام.. واحتفالية زيارة كنيس الغريبة غير موجودة في العالم، حيث يعيش أكثر من 1500 يهودي في جربة، ويأتيهم يهود العالم للمشاركة في الزيارة إلى جانب تونسيين مسلمين". وتابع رئيس منتدى أئمة فرنسا بأن "هذه أكبر رسالة لأعداء الإسلام والعنصريين والإرهابيين الذين يشوهون الدين، بأن الإسلام دين سلام وضامن لحرية الأشخاص والأمن لكل معتقدات أهل الكتاب". وكان الكنيس هدفا لتفجير إرهابي عام 2002، ما تسبب في وفاة 21 شخصا من بينهم 14 ألمانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان اثنان. ومنذ ذلك التاريخ تراجع أعداد الزائرين بشكل لافت، ويتوقع أن يبلغ عددهم هذا العام نحو سبعة آلاف زائر وفق الهيئة المنظمة لاحتفالات كنيس الغريبة، أي حوالي ضعف العدد المسجل العام الماضي. وكان تعداد أقلية اليهود في تونس حوالي 100 ألف في خمسينيات القرن الماضي، لكنه تقلص على مدى عقود حتى انحسر في حدود ألفين اليوم، بسبب الحروب العربية الإسرائيلية والهجرات الجماعية التي تلتها إلى إسرائيل والدول الأوروبية.