كان من المفترض أن يزور المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع المملكة في 20 فبراير الجاري، أي أمس الإثنين، بحسب ما سبق أن صرّحت به وزارة الخارجية المغربية، لكن ذلك لم يحصل. وكشفت المفوضية الأوروبية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع كان قد خطط لزيارة المغرب مباشرة بعد زيارته إلى تركيا. وأوردت المفوضية الأوروبية، في التصريح ذاته، أنه من المفترض أن تتم هذه الرحلة إلى المغرب في بداية شهر مارس، وأن المفوضية ستبلغ بالمزيد من التفاصيل حولها في أقرب موعد. وفي خضم أزمة قرار البرلمان الأوروبي بشأن وضعية حقوق الإنسان والحريات في المغرب، يقوم المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع، أوليفر فاريلي، بزيارة رسمية إلى المملكة. وجرى الكشف عن هذه الزيارة في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي جمع المسؤول الأوروبي بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. وأعلنت الخارجية المغربية، في "تدوينة" بصفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن المسؤولين اتفقا على مواصلة المباحثات بمناسبة الزيارة المرتقبة للمفوض الأوروبي يوم 20 فبراير. وتأتي هذه التطورات السياسية التي أعلنت عنها وزارة الخارجية في أعقاب موجة إدانة واسعة من السياسيين والمؤسسات بالمغرب لقرار البرلمان الأوروبي الأخير، الذي اعتبر مسا خطيرا بسيادة المغرب واستقلالية قراره. وردا على سؤال لهسبريس، أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل، أنا هيرنانديرز، أن المناقشات بين المفوض فاريلي والوزير بوريطة ركزت على القضايا ذات الاهتمام الثنائي والإقليمي لكلا الطرفين. وشددت الناطقة الرسمية باسم الاتحاد الأوروبي، في تصريح لهسبريس، على أن هناك مجموعة واسعة من المجالات التي تشهد على حيوية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، مثل الخطة الاقتصادية والاستثمارية، والتعاون في مجال الهجرة، على سبيل المثال لا الحصر. واعتبرت المتحدثة نفسها أنه ستتم متابعة تعاون الاتحاد الأوروبي مع المغرب وبقية جيرانه الجنوبيين في إطار الأجندة الجديدة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، التي وافق عليها المجلس الأوروبي. وخلال الندوة الصّحافية التي أعقبت مباحثاتهما، رحب بوريطة بزيارة أوليفير فاريلي، التي تندرج في إطار الاتصالات المكثفة والمنتظمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وجاء الإعلان عنها بعد أسابيع قليلة على الزيارة التي قامت بها رئيسة المفوضية الأوروبية، فان دير لاين. وسبق لبوريطة أن أكد أن المغرب يطمح إلى شراكة متينة تقوم على الاحترام المتبادل وتقارب المصالح والقيم المشتركة، مؤكدا أن زيارة فاريلي تساهم في تعزيز الشراكة والانفتاح على آفاق جديدة من أجل علاقة أقوى تتطلع نحو المستقبل. وشدد الوزير ذاته، في تصريح سابق، على أن زيارة المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار تأتي في وقت تشهد فيه الشراكة المغربية-الأوروبية تطورا مستمرا ونتائج إيجابية، إذ يُعتبر المغرب المستفيد الأول في الجوار الجنوبي.