كتاب تكريم، ووفاء للذاكرة الإعلامية والحزبية المغربية، جمع مقالات الصحافي والسياسي الراحل ندير يعتة، قُدِّم، الثلاثاء، بصفحاته التي تقرُب الستمائة، بمقر حزب التقدم والاشتراكية، حزبه، بالرباط. بعنوان "هكذا يقول ندير يعتة" أو "Ainsi disait Nadir Yata"، أصدرت سوسن يعتة، نجلة العلم الراحل سنة 1996، هذا الكتاب باللغة الفرنسية، ضمن منشورات دار "ملتقى الطرق" ضاما، من بين ما يضمه، شهادات حوله من صحافيين وكُتاب وسياسيين ومسؤولين وسفراء ووزراء. في مستهل اللقاء، تحدث محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن ندير يعتة "الرجل الذي شكل في وسطه ومحيطه وبالنسبة لحزبه طاقة وقامة متميزة"، وتذكر "طيبوبة ندير، وحسه الإنساني الرفيع، وعدد ممن اشتغلوا معه في الجريدة كلهم يعرفون أنه كما كان يكتب كما كان يعيش، لطيفا، يحب الإنسان، ويحب بلاده بشكل كبير جدا، مناضل اشتراكي ديمقراطي تقدمي صنديد؛ لكنه رجل الانفتاح والحوار". بنعبد الله، الذي قاطعت الدموع استرسال كلمته، أضاف: "لقد ساهم في تجديد النفَس الحزب، وربما في أن يستمر الحزب، حيث كان يدخل مجالات جديدة لم يكن للحزب موقف واضح منها. كان الحزب يقدره ليس لأنه يعتة، بل لأنه ندير، فقد فرض اسمه في الساحة الإعلامية (...) وكان يعرف كيف يرد، واستطاع أن يكون له حضور دولي وجوائز واعترافات كثيرة". وشكر السياسي نجلة الصحافي الراحل "التي استطاعت أن تقوم بتجميع مئات المقالات التي كتبها، في محطات مختلفة من مسيرته النضالية الإعلامية السياسية، وفي منابر مختلفة"، قبل أن يستبق سؤال "لماذا لم يقم الحزب بهذه المبادرة؟" بجواب: "بعد وفاة ندير يعتة، قررت القيادة، بحضور علي يعتة، الاحتفال بذكراه الأربعينية، وقمنا نحن أربعةٌ بتجميع المقالات، ثم قمنا بعملية الانتقاء، ووصلنا إلى المرحلة الأخيرة، وإلى يومنا هذا لا نعرف أين ذهبت المقالات، ولهذا لم نتمكن من إصدار الكتاب". من جهته، تحدث عبد القادر الرتناني، مؤسس دار نشر "ملتقى الطرق"، عن تفاعله الفوري مع المبادرة التي تهم "صحافيا كبيرا عرفه المغرب"، حتى "نُري الجيل الجديد هؤلاء الوطنيين الحقيقيين، الذين ناضلوا، وكان لهم رأي". سوسن يعتة، ابنة الراحل وصاحبة الكتاب، تحدثت عن الفكرة التي راودتها، وشجعها عليها زوجها وحرصت على تحقيقها حتى يتمكن ابنها من الاطلاع على هذا الرصيد، ول"تخليد هذه المواقف التقدمية، ولنُري المواطنين وطنيا (...) كتب كثيرا، في كل شيء، بمواقف حازمة، واحترام للمختلفين؛ من أجل بلد حر أكثر، وعادل أكثر، باهتمام بالمستقبل، وما سَيَصِيرُه هذا البلد".