أعلنت هواوي انطلاق الدورة الأولى المغربية لبرنامجها العالمي «Huawei Spark»، الذي يهدف إلى دعم الشركات التكنولوجية الناشئة في العديد من البلدان. يأتي هذا البرنامج بدعم من الحكومة المغربية والعديد من شركاء هواوي على غرار Technopark وجمعية مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب "AUSIM" والمؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث العلمي "MAScIR" والشركة المغربية للهندسة السياحية "SMIT". في هذا الحوار، يتحدث منير سوسي، نائب رئيس الكلاود والذكاء الاصطناعي إفريقيا لدى شركة "هواوي"، عن فكرة البرنامج والهدف منه وما الذي ستستفيد منه الشركات الناشئة التي ستفوز في نهاية البرنامج، كما يعطي نبذة عن واقع الشركات التكنولوجية الحديثة في المغرب. نبذة عن "هواوي سبارك" في نسخته الأولى؟ كانت بداية برنامج "سبارك"، كبرنامج دولي من تطوير هواوي كلاود، خلال سنة 2020 في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قبل إطلاق أول نسخة محلية له في المغرب يوليوز الماضي. ويحظى هذا البرنامج، في نسخته المحلية، بدعم الحكومة المغربية، إضافة إلى مساندة العديد من شركاء هواوي على غرار تكنوبارك، وجمعية مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب، والمؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة، والشركة المغربية للهندسة السياحية، وصندوق المغرب الرقمي. وخُصِّصَت النسخة المغربية لهذا البرنامج رفيع المستوى حصريا للشركات الناشئة الوطنية التي تعمل في مجال التكنولوجيا الجديدة. ويتوخى برنامج "سبارك"، في نسخته المحلية، تمكين الشركات الناشئة من الولوج إلى مجموعة من خدمات هواوي، وعلى الخصوص خدمات الكلاود، بالإضافة إلى الحصول على التمويلات الضرورية لتنمية أنشطتهم من خلال التطابق الذي تسعى هواوي إلى إحداثه بين الوحدات المستفيدة ومحفظة المستثمرين والشركاء التي تتوفر عليها هواوي، متيحة لهم بذلك إمكانية تحقيق كامل قدراتهم الكامنة على النمو والتطور. ما الهدف من هذا البرنامج في المغرب؟ في سياق السعي إلى توطيد انطلاق التحول الرقمي بالمغرب من خلال دعم المنظومة البيئية للشركات الناشئة، أطلقت هواوي المغرب النسخة المغربية الأولى لبرنامج "سبارك" العالمي الذي يُمَكِّن من دعم الاقتصادات الرقمية والشركات التكنولوجية الناشئة في العديد من البلدان. بدأ تنفيذ برنامج "سبارك" في المغرب في يوليوز الماضي خلال قمة 2022 للمنظومة البيئية للتكنولوجيا الرقمية (Digitech Ecosystem Summit). وارتكازا على النجاح الذي تكللت به هذه الدورة الأولى، تعتزم هواوي تكرار التجربة في المغرب خلال العام المقبل. أما فيما يخص سبب اختيار المغرب، تجدر الإشارة إلى أن المملكة قد سرعت في السنوات الأخيرة وتيرة تنميتها الاقتصادية والاجتماعية الرقمية طبقا لاستراتيجيتها الوطنية في هذا المجال. وبطبيعة الحال، فقد شكلت المقاولة بشكل عام، والمقاولة الناشئة بشكل خاص، محرك هذا التسريع. فمن البديهي، إذن، أن تقوم هواوي، في إطار هذه الديناميكية، بمواكبة السلطات الحكومية والشركاء والشركات الناشئة ومطوري المنتجات الرقمية، عبر إطلاق مبادرة على غرار برنامج "سبارك"؛ وذلك بغرض المساهمة في النهوض بهذه المنظومة البيئية الرقمية التي تعرف نموا مطردا بالمغرب. وهنا، أود التذكير بأن المغرب يحظى من قبل هواوي بأهمية استراتيجية خاصة؛ نظرا لكونه يأوي المكتب الإقليمي للمجموعة. ما الذي ستستفيد منه الشركات الناشئة التي ستفوز في هذا البرنامج؟ لدينا في هواوي قناعة راسخة بأن مفتاح التنمية الرقمية المستدامة يكمن في إنشاء منظومة بيئية صناعية متكونة من المقاولات الصغرى والمتوسطة والشركات الناشئة المتفتحة والمزدهرة. في المغرب، كما في غيره من بقاع العالم، تواجه الشركات الناشئة العديد من المعضلات التكنولوجية، إضافة إلى لزوم وضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ في مجال طرح المنتجات في الأسواق والبحث عن الزبناء وتعبئة الأموال. بفضل برنامج "سبارك" من هواوي، سيكون بإمكان الشركات الناشئة الشريكة الولوج إلى كل الموارد التقنية والبشرية الضرورية التي ستساعدها على تحقيق نمو متسارع. أما فيما يخص الشركات الناشئة الثلاث التي ستصل إلى الطور النهائي للبرنامج، فإنها ستحصل بالإضافة إلى كل ذلك على جوائز مغرية. وجدير بالذكر أن هواوي لا تلتزم فحسب بتوفير موارد الكلاود للمقاولات الشريكة، وإنما أيضا بتمكينها من التكوينات الضرورية في مجال التكنولوجيا المرتبطة بالكلاود؛ فشركتنا تلتزم بتأهيل طواقم الشركات الناشئة الشريكة في هذه المجالات التكنولوجية وتمكينهم من الحصول على شهادات في هذا المجال، ومواكبتهم عبر ورشات تدريبية حول النزول إلى الأسواق. ويجب القول بأن برنامج "سبارك" برنامج طموح يتوجه إلى الشركات التكنولوجية المغربية الناشئة التي ترغب في إبعاد حدودها وتحقيق أحلامها وبلوغ الذروة القصوى لنموها. كيف ترون واقع الشركات التكنولوجية الناشئة في المغرب؟ تواجه الشركات التكنولوجية الناشئة في المغرب، كغيرها في أي مكان من العالم، مجموعة من التحديات التكنولوجية والاستراتيجية والتسويقية والتمويلية. بهذا الصدد، فإن هواوي تطرح نفسها كشريك استراتيجي للمنظومة البيئية الصناعية المحلية للشركات الناشئة وللحكومة المغربية، وبهذه الصفة يندرج دعمنا للتحول الرقمي بالمغرب في المدى البعيد، من خلال مجموعة من المبادرات؛ من بينها برنامج "سبارك"، الذي يدعم بعزم وقوة نمو وتنمية هذه المنظومة البيئية. ويهدف هذا المشروع، الذي يتخذ شكل دعم تكنولوجي من قبل هواوي كلاود في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وولوج متميز إلى المهارات التجارية المتقدمة، إلى تحقيق الهدف الطموح المتمثل في الإدماج المحلي لهذه المنظومة البيئية الصناعية الرقمية.