قال الشيخ عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، إن أحد أسباب انحباس الأمطار في البلاد يعود إلى "كثرة المعاصي وتفشي الذنوب واستفحال المنكرات"، مضيفا أن "هناك أسباب طبيعية أيضا يمكن أن تفسر ظاهرة الجفاف". وأفاد الزمزمي، في تصريحات لهسبريس، بأن "منع الأغنياء إخراج زكاة أموالهم يُعد أيضا من بين العوامل التي قد تفضي إلى انحباس المطر"، مستدلا بعدد من النصوص الدينية، من قبيل قول الرسول صلى الله عليه وسلم "وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا". واستطرد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن "الجفاف وانحباس الأمطار قد يكون عقوبة معجلة من الله تعالى لأصحاب الفسق والفجور"، مشيرا إلى أن "هذا التفسير الإيماني لا يمنع أن تكون أسباب هذه الظاهرة طبيعية وعلمية تتعلق بعوامل المناخ وغيره". وكمثال للتوضيح، أورد الزمزمي أنه قد يحدث أن يُصاب فاسق بمرض عويص يحير الأطباء، لكن المرض قد يكون له أسباب عضوية، كما قد يكون عقابا من الله لتطهيره من ذنوبه ومعاصيه، واختبارا له على تحمله وصبره.. ولفت الفقيه المغربي إلى أنه حتى "في عهد الرسول عليه السلام انحبس المطر، فصلى النبي صلاة الاستسقاء طلبا للغيث، فنزل المطر مدرارا أسبوعا كاملا استجابة من الله لدعاء الرسول الكريم"، مردفا أنه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حصل نفس الأمر حيث خرج لصلاة الاستسقاء، فمُطر الناس". ويأتي حديث الزمزمي في سياق صلاة الاستسقاء التي من المزمع إقامتها صباح غد الجمعة في مساجد البلاد، بأمر من الملك محمد السادس، وذلك تخشعا وتضرعا إلى الباري جلت قدرته، أن يسقي عباده وبهيمته، وينشر رحمته، ويحيي بلده الميت، فهو سبحانه وتعالى الملاذ والمرتجى"، وفق بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وحري بالذكر أن ملوك المغرب دأبوا على إعلان إقامة صلاة الاستسقاء بين المغاربة كلما تأخر هطول المطر، مما يخشى معه الناس حدوث الجفاف الذي يؤثر سلبا على الاقتصاد ومعيشة العباد، وكان آخرها صلاة الاستسقاء التي جرت السنة المنصرمة، وحضرها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران.